ولا يخفى أنّ جملة ما يتضمّنه هذا الكتاب بين طوائف ثلاث :
الاولى : ما يظهر من سياقه أنّ من نطق به يرى نفسه أنّه الإمام وابن الأئمّة (١) ، والمظنون قويّا أنّه من إملاء الرضا عليهالسلام ، وكتبه المؤلّف المذكور.
الثانية : روايات عن آبائه الطاهرين ( صلوات الله عليهم ) (٢)
__________________
ويستشهد على كون بعضه من تأليف الأشعري منضمّا إلى ما أملاه عليهالسلام عليه اشتماله على ما في نوادره ، لكن يبعّده تأخّر الأشعري عنه عليهالسلام طبقة ، إذ لا رواية له عنه عليهالسلام ـ وإن لقيه بل وعدّ من أصحابه ـ ، ولا شهادة فيما ذكر لاحتمال كون مؤلفه ـ أيا كان ـ قد أدرج في الكتاب بعض روايات النوادر. كما يستشهد على كونه هو ( الشرائع ) تطابقهما في أكثر العبارات ، وانطباق الاسم المصدر ، به الكتاب عليه ، ولعلّ زيادة كلمة الرضا من تصرّف النسّاخ. وعلى كونه هو كتاب التكليف ـ مضافا إلى تطابق العبارات ـ اشتماله على بعض الآراء المخالفة للإجماع والتي اشتهر تفرّد الشلمغاني بها وكذبه على الأئمّة عليهمالسلام في روايتها ، وفي رواية عن أبي القاسم الحسين بن روح رحمهالله حصرها في موضعين أو ثلاثة ، مضافا إلى مهجورية الكتاب في الأعصار الأول التي تناسب كتبه لمكان انحرافه وما صدر من الناحية المقدسة في لعنه والبراءة منه ، هذا. ولنكتف في المقام بهذا القليل والتفاصيل تطلب من مظانّها.
(١) كقوله في باب غسل الميت بعد حكاية ما صنعه الباقر عليهالسلام في تغسيل أبيه عليهالسلام ـ : « وكذلك فعلت أنا بأبي » ، وفي باب الدعاء : « هذا ما نداوم به نحن معاشر أهل البيت عليهمالسلام » ، ونحو ذلك.
(٢) هي روايات كثيرة مسندة إلى رواتها مرويّة عن المعصومين من آبائه عليهمالسلام أدرجت ضمن هذا الكتاب ، وتوجد في النوادر أيضا.