يترشّح عنه وجود المعلول هو المقتضي وإن كان رشحه له متوقّفا على اجتماع الأمرين ، وتنحسم مادّة الإشكال (١) في عدّ العدم من أجزاء علّة الوجود بذلك ، ويتّضح سرّ الترتّب والطوليّة (٢) بين أجزاء
__________________
والتأثير يختص بالمقتضي فهو العلة وتمام المؤثر ، لكن بما أن تأثيره موقوف على اجتماع الأمرين : الشرط وعدم المانع ، فبهذا الاعتبار عدّا من أجزاء العلة.
(١) فإن الإشكال الضروري الورود ـ من أنّ العدم لا يعقل أن يكون مؤثرا أو جزء المؤثر في شيء ، فكيف عدّ عدم المانع من أجزاء العلة ـ إنما تنحسم مادّته بما ذكر من أنه لا يراد بالعلة ماله التأثير ومنه الوجود ، بل مطلق ما يتوقف عليه الوجود.
(٢) غرضه قدسسره بيان أن الطولية والترتب الواقع بين أجزاء العلة الثلاثة في مقام الفعلية والتأثير إنما هو من متفرعات ما ذكر من المناط لكل من الثلاثة ، فإنّ مقتضى ما ذكر أن يكون الشرط متأخرا رتبة عن المقتضي ، ويكون عدم المانع متأخرا كذلك عنهما في كل من طرفي التأثير وعدمه ، ذلك لأن الشرط ليس له أثر في وجود المعلول ولا في عدمه إلاّ بعد وجود المقتضي ، فما لم توجد النار لا يستند عدم الاحتراق إلى انتفاء المجاورة بل إلى انتفائها ، وإذا وجدت وتحقق معها المجاورة فحينئذ كان لها الدخل في وجود الاحتراق ، وإن لم تتحقق معها استند عدم الاحتراق إلى انتفائها ، كما أن المانع لا أثر له وجودا ولا عدما إلاّ بعد اجتماع الأولين ، فإذا لم توجد النار ، أو وجدت ولم تتحقق المجاورة لم يستند عدم الاحتراق إلى وجود الرطوبة ، بل إلى أحد الأمرين ـ كما عرفت ـ ، نعم إذا وجدتا فإن وجدت الرطوبة أيضا استند عدم الاحتراق إليها وإن لم