عدم أيّ عنوان عند حدوث آخر إنّما هو * عدمه المقارن له ، دون اللاحق به ، لعدم مسبوقيّته على هذا الوجه.
فلا يخفى أنّ مرجع دعوى مسبوقيّة النعوت الوجوديّة ـ بما هي كذلك ـ بالعدم إنّما هو إلى أخذ المتحصّل عن وجود تلك الخصوصيّة ـ بما أنّه وجودها لموضوعها ـ حادثا مسبوقا بذلك (١) ، وقد تبيّن ممّا قدّمنا أنّ مسبوقيّة نفس الوجود الحادث بالعدم (٢) ليس بهذا المعنى المتقوّم به استصحاب عدمه ، وإلاّ كان استصحابا لمعدوميّة نفس الوجود ، وهو من الأغلاط الواضحة ، وإنّما هو مسبوق به بذلك المعنى الآخر ـ الذي تقدّم أنّه أجنبيّ عن ذلك.
وبالجملة : فليس المسبوق بالعدم ـ بالمعنى الصالح لأن يستصحب عدمه ـ إلاّ نفس الماهيّات ، ولا عدمها السابق إلاّ المحمولي
__________________
(١) فإنّ معنى كون النعت الوجوديّ ـ بما هو نعت ـ مسبوقا بالعدم هو كون وجوده ـ بما هو وجوده لموضوعه ـ كذلك ، فأصبح الوجود مسبوقا بالعدم ، وقد مرّ أنّ استحالته كاستحالة اجتماع النقيضين ، ومن جزئيّاته.
(٢) تقدّم في مطاوي الأمر الرابع : أنّ المسبوق بالعدم بالمعنى الصالح لاستصحاب عدمه إنّما هي الماهيّة ذاتها ، لا الوجود ، لاستحالة أن يكون الوجود معدوما سابقا ليستصحب عدمه ، فإنّه من اجتماع النقيضين ، واستصحابه استصحاب لاجتماع النقيضين. نعم الوجود مسبوق بالعدم بمعنى آخر هو تقدّم العدم على الوجود زمانا ، لكنّه بهذا المعنى لا يجدي شيئا في الاستصحاب.
__________________
(*) كلمة ( هو ) غير موجودة في الطبعة الاولى ، وقد أثبتناها لاقتضاء السياق.