رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يا عليّ ، لا تشاورنّ جبانا فإنه يضيق عليك المخرج ، ولا تشاورنّ البخيل فإنّه يقصر بك عن غايتك ، ولا تشاورنّ حريصا فإنّه يزيّن لك شرّها (١).
وفيه (٢) ، في الحقوق المرويّة ، عن عليّ بن الحسين ـ عليه السّلام ـ وحقّ المستشير إن علمت له رأيا أشرت عليه ، وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم. وحقّ المشير عليك (٣) أن لا تتّهمه فيما لا يوافقك من رأيه ، فإن وافقك حمدت الله.
وعن سفيان الثّوريّ (٤) قال : لقيت الصّادق [بن الصّادق] (٥) جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ فقلت له : يا بن رسول الله أوصني.
فقال لي : يا سفيان ، لا مرؤة لكذوب (٦) ـ إلى قوله ـ : وشاور في أمرك الّذين يخشون الله.
[(فَإِذا عَزَمْتَ) : فإذا وطّنت نفسك على شيء بعد الشّورى.
(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) : في إمضاء أمرك على ما هو أصلح لك ، فإنه لا يعلم سواه.
وقرئ : فإذا عزمت على التّكلّم ، أي : فإذا عزمت لك على شيء وعيّنته لك ، فتوكّل عليّ ولا تشاور فيه (٧) أحدا.
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (١٥٩) : فينصرهم ويهديهم إلى الصّلاح].(٨)
في تفسير العيّاشيّ (٩) : أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن مهزيار قال : كتب إليّ أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ أن سل فلانا أن يشير عليّ ويتخيّر لنفسه ، فهو يعلم ما يجوز في بلده ، وكيف يعامل السّلاطين ، فإنّ المشورة مباركة ، قال الله لنبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ في محكم كتابه : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ، فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) فإن كان ما يقول ممّا يجوز كنت أصوّب رأيه (١٠) ، وإن كان غير ذلك رجوت أن أضعه على الطّريق الواضح ـ إن شاء الله ـ (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) قال : يعني :
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : ثرها.
(٢) نفس المصدر / ٥١٠ ، ضمن حديث ١.
(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «المستشير» بدل «المشير عليك».
(٤) نفس المصدر / ١٦٩ ، ضمن حديث ٢٢٢.
(٥) من المصدر.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : للكذوب.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ١٨٩.
(٨) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٩) تفسير العياشي ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، ح ١٤٧.
(١٠) هكذا في المصدر. وفي النسخ : لرأيه.