عليه ، فغشى حوّاء ، فوهب الله شيئا (١) وحده ليس معه ثان ، واسم شيث هبة الله ، وهو أوّل وصيّ (٢) أوصي إليه من الآدميّين في الأرض ، ثمّ ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان.
فلمّا أدركا ، وأراد الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يبلغ بالنّسل ما ترون ، وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرّم الله ـ عزّ وجلّ ـ من الأخوات على الإخوة أنزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنّة ، اسمها نزلة ، فأمر الله ـ عزّ وجلّ ـ آدم أن يزوّجها من شيث فزّوجها منه ، ثمّ أنزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة ، اسمها منزلة ، فأمر الله ـ عزّ وجلّ ـ آدم أن يزوّجها من يافث فزوّجها منه.
فولد لشيث غلام ، وولد ليافث جارية ، فأمر الله ـ عزّ وجلّ ـ آدم حين أدركا أن يزوّج بنت يافث من ابن شيث ، ففعل ، فولد الصّفوة من النّبيّين والمرسلين من نسلهما ، ومعاذ الله أن يكون ذلك على ما قالوا من أمر الإخوة والأخوات.
[وفيه (٣) : بإسناده الى القاسم بن عروة ، عن بريد بن معاوية العجليّ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أنزل حوراء من الجنّة إلى آدم ـ عليه السّلام ـ فزوّجها أحد ابنيه وتزوّج الآخر إلى الجنّ ، فولدتا جميعا ، فما كان من النّاس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء ، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجانّ. وأنكر أن يكون زوّج بنيه ، من بناته.
وفيه (٤) : بإسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنّه سأل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أخبرني عن آدم خلق من حوّاء ، أم خلقت حوّاء من آدم؟
قال : بل حوّاء خلقت من آدم ، ولو كان آدم خلق من حوّاء لكان الطّلاق بيد النّساء ولم يكن بيد الرّجال.
قال : فمن كلّه خلقت ، أو من بعضه؟
قال : بل من بعضه ، ولو خلقت من كلّه لجاز القصاص في النّساء كما يجوز في الرّجال.
قال : فمن ظاهره ، أو من باطنه؟
قال : بل من باطنه ، ولو خلقت من ظاهره لانكشف (٥) النّساء كما ينكشف
__________________
(١) المصدر : شيئا.
(٢) المصدر : من.
(٣) نفس المصدر / ١٠٣ ، باب ٩٢ ، ح ١.
(٤) نفس المصدر / ٤٧١ ، ضمن حديث ٣٣.
(٥) المصدر : لانكشفن.