عوض. ونصبها على المصدر ، لأنّها في معنى الإيتاء ، أو الحال من الواو ، أو الصّدقات ، أي : آتوهنّ صدقاتهنّ ناحلين ، أو منحولة. وبعضهم فسّرها بالفريضة ، وهو نظير إلى مفهوم الآية ، لا إلى موضع اللّفظ.
وقيل (١) : تفضّلا من الله عليهنّ ، فتكون حالا من الصّدقات.
وقيل (٢) : ديانة ، من قولهم : انتحل فلان كذا ، إذا دان به ، على أنّه مفعول له أو حال من الصّدقات ، أي : دينا من الله شرّعه.
قيل (٣) الخطاب للأزواج.
وفي مجمع البيان (٤) : اختلف في من خوطب بقوله : (وَآتُوا النِّساءَ) (٥) قيل : هم الأولياء ، لأنّ الرّجل منهم كان إذا زوّج أمة (٦) أخذ صداقها دونها ، فنهاهم الله عن ذلك.
وهو المرويّ عن الباقر ـ عليه السّلام ـ رواه أبو الجارود [عنه] (٧).
(فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً) :
الضّمير ، للصّداق ، حملا على المعنى ، أو للإيتاء.
و «نفسا» تميّز ، لبيان الجنس. ولذلك وحّدوا المعنى فإن وهبن لكم شيئا من الصّداق عن طيب نفس ، لكن جعل العمدة طيب النّفس للمبالغة ، وعدّاه «بعن» ، يعني : لتضمين معنى التّجافي والتّجاوز. وقال : «منه» بعثا لهنّ على تقليل الموهوب ، (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) (٤) : فخذوه وأنفقوه حلالا ، بلا تبعة.
والهنيء والمريء ، صفتان ، من هنأ الطّعام ومرأ ، إذا ساغ من غير غصّ. أقيمتا مقام مصدريهما ، أو وصف بهما المصدر ، أو جعلتا حالا من الضّمير. وقد يفرق بينهما ، بأنّ الهنيء ، ما يلده الإنسان. والمريء ، ما يحمد عاقبته. وعلى ما روي سابقا من مجمع البيان (٨) : الخطاب للأولياء.
وقيل (٩) : روي أنّ أناسا يتأثمون أن يقبل أحدهم من زوجته شيئا ممّا ساق إليها ،
__________________
(١ و ٢ و ٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) مجمع البيان ٢ / ٦ ـ ٧.
(٥) ذكر في المصدر الآية بطولها.
(٦) المصدر : «تزوّج آيمة» بدل «زوّج أمة».
(٧) من المصدر.
(٨) مجمع البيان ٢ / ٦.
(٩) أنوار التنزيل ١ / ٢٠٤.