وفي كتاب ثواب الأعمال (١) : أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغداديّ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عمر الحلبي قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ)؟
قال : من اجتنب ما أوعد (٢) الله عليه النّار إذا كان مؤمنا كفّر الله عنه سيّئاته ويدخله مدخلا كريما ، والكبائر السّبع الموجبات : قتل النّفس الحرام ، وعقوق الوالدين ، وأكل الرّبا ، والتّعرّب بعد الهجرة ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزّحف.
وبإسناده إلى محمّد بن الفضل (٣) ، عن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ في هذه الآية (٤) ، قال : من اجتنب ما أوعد الله عليه النّار إذا كان مؤمنا كفّر عنه سيئاته.
وفي كتاب التّوحيد (٥) : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ (٦) ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير قال : سمعت موسى بن جعفر ـ عليهما السّلام ـ يقول : لا يخلّد الله في النّار إلّا أهل الكفر والجحود وأهل الضّلال والشّرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصّغائر.
[وفي أصول الكافي (٧) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) قال : الكبائر الّتي
__________________
(١) ثواب الأعمال / ١٥٩.
(٢) المصدر : وعد.
(٣) المصدر : «محمد بن الفضيل». وفي أصحاب الرضا ـ صلوات الله عليه ـ يوجد اثنان «محمد بن الفضل» ، الأوّل محمد بن الفضل الأزديّ الكوفيّ (ر. تنقيح المقال ٣ / ١٧١ ، رقم ١١٢٣٠) والثاني محمد بن الفضل بن عمر (ر. نفس المصدر والموضع ، رقم ١١٢٣٦). وأمّا بالنسبة إلى محمد بن الفضيل بن كثير الأزدي الكوفي فيه اختلاف. عدّه تارة من اصحاب الصادق ـ عليه السّلام ـ وتارة من أصحاب الكاظم ـ عليه السّلام ـ وأخرى من أصحاب الرضا ـ عليه السّلام ـ والله العالم. (ر. نفس المصدر ٣ / ١٧٢ ، رقم ١١٢٤٧)
(٤) ذكر في المصدر نفس الآية بدل «هذه الآية».
(٥) التوحيد / ٤٠٧ ، ح ٦. وله تتمة.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «أحمد بن زياد بن حفص الهمداني» والظاهر هي خطأ. ر. تنقيح المقال ١ / ٦١ ، رقم ٣٦٥.
(٧) الكافي ٢ / ٢٧٦ ، ح ١.