عند العطاس يقال : «يرحمكم الله.» وإن لم يكن معه غيره. والرّجل يسلم على الرّجل فيقول : «السّلام عليكم.» والرّجل يدعو للرّجل فيقول : «عافاكم الله.» وإن كان واحدا فإنّ معه غيره.
وفي عيون الأخبار ، (١) بإسناده إلى فضل بن كثير ، عن عليّ بن موسى الرّضا ـ عليه السّلام ـ قال : من لقي فقيرا مسلما فسلّم عليه خلاف سلامه على الغنيّ ، لقي الله ـ عزّ وجلّ ـ يوم القيامة وهو عليه غضبان.
وفي كتاب الخصال (٢) ، فيما علّم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أصحابه : إذا عطس أحدكم [فشمّتوه] (٣) قولوا : «يرحمكم الله.» و [هو] (٤) يقول (٥) هو : «يغفر الله لكم ويرحمكم.» قال الله : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) (الآية).
وفي أصول الكافي (٦) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان ، عن الحسن بن المنذر قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : من قال : «السّلام عليكم» ، فهي عشر حسنات. ومن قال : «السّلام عليكم ورحمة الله» ، فهي عشرون حسنة. ومن قال : «السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ، فهي ثلاثون حسنة.
أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب (٧) ، عن جميل ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : مرّ أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ بقوم فسلّم عليهم. فقالوا : عليك السّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه. فقال لهم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : لا تجاوزوا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم ـ عليه السّلام ـ إنّما قالوا : «رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت».
وروي عن طريق العامّة (٨) : أنّ رجلا قال لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : السّلام عليك. فقال : وعليك السّلام ورحمة الله. وقال آخر : السّلام عليك ورحمة الله.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ـ عليه السّلام ـ ٢ / ٥٢ ، ح ٢٠٢.
(٢) الخصال / ٦٣٣.
(٣ و ٤) من المصدر.
(٥) المصدر : «يقول لكم» ، والنسخ : «يقول هو» ، وبوجود «هو» الأولى لا داعي لوجود هاتين.
(٦) الكافي ٢ / ٦٤٥ ، ح ٩.
(٧) نفس المصدر ٢ / ٦٤٦ ، ح ١٣.
(٨) التفسير الكبير للفخر الرازي ١٠ / ٢١٢ ، مع بعض الاختلاف.