يقاتلوكم.
وفي روضة الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن الفضل أبي العبّاس ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ) (الآية) فقال : نزلت في بني مدلج ، لأنّهم جاؤوا إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وقالوا : إنّا قد حصرت صدورنا أن نشهد أنّك رسول الله ، فلسنا معك ولا مع قومنا عليك. قال : قلت : كيف صنع بهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ؟
قال : وادعهم (٢) إلى أن يفرغ من العرب ثمّ يدعوهم ، فإن أجابوا وإلّا قاتلهم.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) ، في قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) ـ إلى آخر الآية ـ : نزلت في أشجع وبني ضمرة [وهما قبيلتان] (٤) وكان من خبرهما (٥) ، أنّه لما خرج رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى غزاة الحديبيّة (٦) مرّ قريبا من بلادهم ، وقد كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ هادن بني ضمرة [ووادعهم قبل ذلك فقال أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يا رسول الله ، هذه بنو ضمرة] (٧) قريبا منّا ، ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة أو يعينوا علينا قريشا ، فلو بدأنا بهم. فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : كلا ، إنّهم أبرّ العرب بالوالدين ، وأوصلهم للرّحم ، وأوفاهم بالعهد.
وكان أشجع بلادهم قريبا من بلاد بني ضمرة. وهم بطن من كنانة. وكانت أشجع بينهم وبين بني ضمرة حلف بالمراعاة (٨) والأمان. فأجدبت بلاد أشجع. وأخصبت بلاد بني ضمرة. فصارت أشجع إلى بلاد بني ضمرة. فلمّا بلغ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ مسيرهم إلى بني ضمرة تهيّأ للمسير إلى أشجع. فيغزوهم للموادعة الّتي كانت بينه وبين بني ضمرة. فأنزل الله : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا). (الآية)
__________________
(١) الكافي ٨ / ٣٢٧ ، ح ٥٠٤.
(٢) المصدر : «واعدهم» وقيل في هامشه : «في بعض النسخ : أدعم حتى أن يفرع».
(٣) تفسير القمي ١ / ١٤٥ ـ ١٤٧.
(٤) من المصدر.
(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : خبرهم.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «بدر لموعه» بدل «غزاة الحديبية».
(٧) ما بين المعقوفتين ليس في الأصل ور.
(٨) المصدر : في المراعات.