أبو عبد الله محمّد بن [محمّد بن] (١) النّعمان ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا الشّيخ (٢) أحمد بن محمّد بن الحسن [بن الوليد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن] (٣) الصّفّار ـ رحمه الله ـ عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصّادق [جعفر بن محمد] (٤) ـ عليه السّلام ـ قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : أعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لقد فتحت لي السّبل (٥) ، وعلمت المنايا والبلايا ، والأنساب ، وفصل الخطاب ، ولقد نظرت إلى (٦) الملكوت بإذن ربّي ، فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي ، وإنّ (٧) بولايتي أكمل الله لهذه الأمّة دينهم وأتمّ عليهم النّعم ورضى لهم الإسلام (٨) ، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يا محمّد أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم النّعم ورضيت إسلامهم ، كلّ ذلك منّ من (٩) الله عليّ (١٠) : فلله الحمد.
ولا فرق بينه وبين الإيمان في المتعلّق ، وإنّما الفرق بأنّه يقال له : الإيمان بعد رسوخه ودخوله في القلب ، وقبل ذلك يسمى إسلاما ، يدلّ على ذلك ما رواه في أصول الكافي (١١) : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه عمن ذكره ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في حديث طويل يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : إنّ الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والإيمان عليه يثابون.
وما رواه ، عن عدّة من أصحابنا (١٢) ، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : سمعته يقول : الإسلام لا يشرك الإيمان. والإيمان يشرك الإسلام.
وهما في القول والفعل يجتمعان ، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة.
__________________
(١) يوجد في المصدر.
(٢) المصدر : «أخبرنا أبو الحسن» بدل «حدثنا الشيخ».
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) يوجد في المصدر.
(٥) النسخ : السّد. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٦) المصدر : في.
(٧) النسخ : فانّ. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٨) المصدر : إسلامهم.
(٩) ليس في المصدر.
(١٠) المصدر : به عليّ. ولا داعي لوجود «به» بعد اختيار «منّ من».
(١١) الكافي ١ / ١٧٣ ، ضمن ح ٤.
(١٢) نفس المصدر ٢ / ٢٦ ، ضمن ح ٥.