وحبّا في الدّنيا. فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله ، وما كان في الدّنيا فليس [في] (١) شيء. ثمّ نفض يده ، ثمّ قال : إنّ هذه المرجئة وهذه القدريّة وهذه الخوارج ليس منهم أحد إلّا يرى أنّه على الحقّ ، وإنّكم إنّما أحببتمونا في الله ، ثمّ تلا : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٣) ، و (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٤) (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (٥) وعن بريد بن معاوية (٦) [..]. عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا ، وهل الدّين إلّا الحبّ إنّ الله يقول : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) ، وقال : يحبّون من هاجر إليهم وهل الدّين إلّا الحبّ.
وعن ربعي بن عبد الله (٧) قال : قيل لأبي عبد الله ـ عليه السّلام : جعلت فداك إنّا نسمّي بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك؟
فقال (٨) : إي والله وهل الدّين إلّا الحب ، قال الله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣١) لمن تحبّب إليه بطاعته واتباع رسوله ـ صلّى الله عليه وآله قال البيضاويّ (٩) : روي أنّها نزلت لمّا قالت اليهود : نحن أبناء الله وأحباؤه.
وقيل : نزلت في وفد نجران لمّا قالوا : إنّما نعبد المسيح حبّا لله.
وقيل : في أقوام زعموا على عهده [صلّى الله عليه وآله] أنّهم يحبّون الله فأمروا أن يجعلوا لقولهم تصديقا من العمل.
ولنعم ما قال صاحب الكشّاف هنا (١٠) : وإذا رأيت من يذكر محبّة الله ، ويصفّق بيديه مع ذكرها (١١) ، ويطرب وينعر ويصعق ، فلا تشكّ في أنّه لا يعرف ما الله ولا يدري ما
__________________
(١) من المصدر.
(٢) النساء / ٥٩.
(٣) الحشر / ٧.
(٤) النساء / ٨٠.
(٥) / ٣١.
(٦) نفس المصدر والموضع ، ح ٢٧.
(٧) نفس المصدر والموضع ، ح ٢٨.
(٨) ر : «قال» بدل «ذلك فقال».
(٩) أنوار التنزيل ١ / ١٥٦.
(١٠) تفسير الكشاف ١ / ٤٢٤.
(١١) المصدر : ذكره.