ـ عليه السّلام ـ قال : قال [..].إنّي لأرجو النّجاة لمن عرف حقّنا من هذه الأمّة إلّا لأحد ثلاثة : صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى ، والفاسق المعلن. ثمّ تلا : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ). ثمّ قال : يا حفص الحبّ أفضل من الخوف. ثمّ قال : والله ما أحبّ [الله] (١) من أحبّ الدّنيا ووالى غيرنا ، ومن عرف حقّنا وأحبّنا فقد أحبّ الله ـ تبارك وتعالى ـ.
وفي كتاب الخصال (٢) : عن سعيد بن يسار قال : قال [لي] (٣) أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : هل الدّين إلّا الحبّ ، إنّ الله تعالى يقول : [(قُلْ]) (٤) : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).
وعن يونس بن ظبيان قال : قال الصّادق جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ : إنّ النّاس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطّمع ، وآخرون يعبدونه (٥) فرقا من النّار فتلك عبادة العبيد وهي الرّهبة ، ولكّني أعبده حبّا له فتلك عبادة الكرام وهو الأمن لقوله تعالى (٦) : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) ولقوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
فمن أحبّ الله أحبّه الله ، ومن أحبّه الله كان من الآمنين.
وفي تفسير العيّاشيّ (٧) : عن زياد ، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : دخلت على أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ فقلت : بأبي أنت وامّي ربّما خلا بي الشّيطان فخبثت نفسي ، ثمّ ذكرت حبّي إيّاكم وانقطاعي إليكم فطابت نفسي.
فقال : يا زياد ويحك وما الدّين إلّا الحبّ ألا ترى إلى قول ـ الله تعالى ـ (إِنْ) (٨) (كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).
وعن بشير الدّهّان (٩) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : [قد] (١٠) عرفتم فيّ منكرين كثيرا (١١) وأحببتم فيّ مبغضين كثيرا ، (١٢) وقد يكون حبّا لله [و] (١٣) في الله ورسوله ،
__________________
(١) من المصدر.
(٢) الخصال / ٢١ ، ح ٧٤.
(٣ و ٤ و ١٠ و ١٣) من المصدر.
(٥) النسخ : يعبدون. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٦) النمل / ٨٩.
(٧) تفسير العياشي ١ / ١٦٧ ، ح ٢٥.
(٨) أ : قل إن.
(٩) نفس المصدر والموضع ، ح ٢٦.
(١١ و ١٢) النسخ والمصدر : كثير.