الوقعة رحلوا عن البيرة بعد أن أشرفوا على أخذها وتركوا مالهم من الأسلحة والعدد والمجانيق والأمتعة ونجوا بأنفسهم ، فسار الملك الظاهر إلى البيرة ووصلها في الثاني والعشرين من الشهر وصعدها وخلع على مستحفظها وفرق في أهلها مائة ألف درهم وأنعم عليهم ببعض ما تركه التتر عند هربهم ، ثم رحل قاصدا دمشق.
وقد ذكر خوض الفرات المولى شهاب الدين محمود الكاتب في قصيدة أولها :
سر حيث شئت لك المهيمن جار |
|
واحكم فطوع مرادك الأقطار |
لم يبق للدين الذي أظهرته |
|
يا ركنه عند الأعادي ثار |
ومنها :
لما تراقصت الرؤوس وحركت |
|
من مطربات قسيّك الأوتار |
خضت الفرات بسابح أقصى منى |
|
هوج الصبا من نعله الآثار |
حملتك أمواج الفرات ومن رأى |
|
بحرا سواك تقله الأنهار |
وتقطعت فرقا ولم يك طودها |
|
إذ ذاك إلا جيشك الجرار |
ومنها :
رشّت دماؤهم الصعيد فلم يطر |
|
منهم على الجيش الصعيد غبار |
شكرت مساعيك المعاقل والورى |
|
والترب والآساد والأطيار |
هذي منعت وهؤلاء حميتهم |
|
وسقيت تلك وعم ذي الإيثار |
فلأملأن الدهر فيك مدائحا |
|
تبقى بقيت وتذهب الأعصار |
وقال ناصر الدين حسن بن النقيب الكناني رحمهالله في واقعة الفرات وأظنه حضرها :
ولما ترامينا الفرات بخيلنا |
|
سكرناه منا بالقوى والقوادم |
فأوقفت التيار عن جريانه |
|
إلى حيث عدنا بالغنى والغنائم |
وقال صاحبنا موفق الدين عبد الله بن عمر رحمهالله :
الملك الظاهر سلطاننا |
|
نفديه بالأموال والأهل |
اقتحم الماء ليطفي به |
|
حرارة القلب من المغل |
انتهى ما في القطب اليونيني.