وقرأ الحسن (١) والنخعي «اللاتي» مطابقة للفظ الجمع ، وكان القياس ألّا يوصف ب «اللاتي» إلا ما يوصف مفرده ب «التي» والأموال لا يوصف مفردها وهو «مال» ب «التي».
وقال الفراء : العرب تقول في النّساء «اللاتي» أكثر مما تقول «التي» ، وفي الأموال : «التي» أكثر مما تقول «اللّاتي» وكلاهما جائز.
وقرىء (٢) «اللّواتي» فهي جمع الجمع وهي جمع اللاتي أو جمع «التي» نفسها.
قوله : «قياما» إن قلنا : إن «جعل» بمعنى صيّر ف «قياما» مفعول ثان ، والأول محذوف ، وهو عائد الموصول والتقدير : الّتي جعلها الله ، أي : صيّرها لكم قياما ، وإن قلنا : إنها بمعنى «خلق» ف «قياما» حال ، من ذلك العائد على المحذوف ، والتقدير : جعلها (٣) أي : خلقها وأوجدها في حال كونها قياما.
وقرأ نافع (٤) وابن عامر «قيما» ، وباقي السبعة «قياما» وابن عمر (٥) «قواما» بكسر القاف ، والحسن (٦) وعيسى بن عمر «قواما» بفتحها ويروى عن أبي عمرو ، وقرىء (٧) «قوما» بزنة «عنب».
فأمّا قراءة نافع وابن عامر ففيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أن «قيما» مصدر كالقيام وليس مقصورا منه قال الكسائيّ والأخفش والفراء. فهو مصدر بمعنى القيام الذي يراد به الثبات والدّوام ، وقد ردّ هذا القول بأنه كان ينبغي أن تصحّ (٨) الواو لتحصّنها بتوسّطها ، كما صحّت واو «عوض» «وحول» ، وقد أجيب عنه بأنه تبع فعله من الإعلال وكما أعلّ فعله أعلّ هو ، ولأنه بمعنى القيام فحمل عليه في الإعلال.
وحكى الأخفش : «قيما» و «قوما» قال : والقياس تصحيح (٩) الواو ، وإنما اعتلت على وجه الشّذوذ كقولهم : «ثيرة» (١٠) وقول بني ضبة «طيال» في جمع طويل ، وقول الجميع «جياد» في جمع جواد ، وإذا أعلّوا «ديما» لإعلال «ديمة» ، فاعتلال المصدر
__________________
(١) انظر : المحرر الوجيز ٢ / ١٠ ، والبحر المحيط ٣ / ١٧٧ ، والدر المصون ٢ / ٢١٠.
(٢) انظر : البحر المحيط ٣ / ١٧٨ ، والدر المصون ٢ / ٣١٠.
(٣) في أ : يرجعها.
(٤) انظر : السبعة ٢٢٦ ، والحجة ٣ / ١٢٩ ، وحجة القراءات ١٩٠ ، والعنوان ٨٣ ، وشرح شعله ٣٣٢ ، وشرح الطيبة ٤ / ١٩٣ ، وإعراب القراءات ١ / ١٢٩ ، وإتحاف ١ / ٥٠٣.
(٥) انظر : البحر المحيط ٣ / ١٧٨ ، والدر المصون ٢ / ٣١٠.
(٦) انظر السابق ، والمحرر الوجيز ٢ / ١٠.
(٧) انظر : البحر المحيط ٣ / ١٧٨ ، والدر المصون ٢ / ٣١٠.
(٨) في ب : يفتح.
(٩) في ب : الصحيح.
(١٠) في ب : ثرة.