النّبي صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) [الفرقان : ٦٨] وعن أبي هريرة عن النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اجتنبوا السّبع الموبقات قالوا يا رسول الله ، وما هنّ؟ قال : الشّرك بالله ، والسّحر ، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ وأكل الرّبا ، وأكل مال اليتيم ، والتّولّي يوم الزّحف ، وقذف المحصنات الغافلات» (١).
وقال عبد الله بن مسعود : أكبر الكبائر الشّرك بالله ، والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله (٢).
وعن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من أكبر الكبائر يسبّ الرّجل والديه : قال : وكيف يسبّ الرّجل والديه قال : [يسبّ الرجل أبا الرجل وأمه](٣) فيسب أباه ويسبّ أمّه» (٤).
وعن سعيد بن جبير أنّ رجلا سأل ابن عباس عن الكبائر أسبع هي قال : هي إلى السبعمائة أقرب [غير] أنه لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار (٥) ، وقال : كلّ شيء عصي الله به ، فهو كبيرة (٦) ، فمن عمل شيئا منها ، فليستغفر الله فإنّ الله لا يخلد في النّار من هذه الأمّة إلّا من كان راجعا عن الإسلام ، أو جاحدا فريضته ، أو مكذبا بقدرة. قال ابن الخطيب (٧) : وهذا القول ضعيف ؛ لأنّه لا فرق بينهما كقوله : يكفر ، وما لا يكفرون في الحديث : تعيين أشياء من الكبائر منها : الشرك ، واليمين الغموس
__________________
ـ باب قتل الولد خشية .. (٦٠٠١) وفي كتاب المحاربين باب إثم الزناة (٦٨١١) وفي كتاب التوحيد باب : قول الله تعالى فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً حديث (٧٥٢٠) والترمذي (٢ / ٣٠٥) وأحمد (١ / ٤٣٤) والبيهقي (٨ / ١٨) وسعيد بن منصور (٢٣٠٢) والطيالسي (٣ ، ٤ ، ٢٢٢٩ ـ منحة) وأبو نعيم في «الحلية» (٤ / ١٤٥ ـ ١٤٦) من طرق عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود به وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(١) أخرجه البخاري كتاب الوصايا باب قوله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً» (٢٧٦٦) وفي الطب باب الشرك والسحر (٥٧٦٤) وفي المحاربين باب رمي المحصنات (٦٨٥٧) ومسلم كتاب الإيمان ١٤٥ وأبو عوانة (١ / ٥٥) وأبو داود (٢٨٧٤) والنسائي (٢ / ١٣١) والبيهقي (٦ / ٢٨٤ ـ ٨ / ٢٠ ، ٢٤٩ ـ ٩ / ٧٦) من حديث أبي هريرة.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٤٢ ، ٢٤٣) عن ابن مسعود وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٦٤) وزاد نسبته لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وابن أبي الدنيا في «التوبة».
(٣) سقط في ب.
(٤) أخرجه البخاري (٨ / ٣) ومسلم (كتاب الإيمان ١٤٦) وأحمد (٢ / ١٦٤ ، ١٩٥) والبيهقي (١٠ / ٢٣٥) وابن أبي شيبة (٩ / ٨.) عن عبد الله بن عمرو.
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٤٥) عن ابن عباس وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٦١) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عنه.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٤٦) من طريق أبي الوليد عن ابن عباس رضي الله عنه.
(٧) ينظر : تفسير الرازي ١٠ / ٦٠.