منه المفتاح ، وفتح الباب ، ودخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم البيت ، وصلّى فيه ركعتين ، فلمّا خرج سأله العبّاس [المفتاح](١) أن يعطيه ، ويجمع له بين السّقاية ، والسّدانة (٢) ، فأنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية ، فأمر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عليّا أن يردّ المفتاح إلى عثمان ، ويعتذر إليه ، ففعل ذلك عليّ ، فقال عثمان : أكرهت ، وآذيت ، ثم جئت ترفق ، فقال : لقد أنزل الله في شأنك ، وقرأ عليه الآية ، فقال عثمان : أشهد [ألّا إله إلّا الله و](٣) أنّ محمّدا رسول الله ، وأسلم ، وكان المفتاح معه ، فلما مات دفعه إلى أخيه شيبة ، فالمفتاح والسّدانة في أولادهم إلى يوم القيامة (٤).
وقيل (٥) : المراد من الآية جميع الأمانات.
واعلم أنّ معاملة الإنسان إما أن تكون مع ربّه ، أو مع العباد ، أو مع نفسه. فمعاملة الرّبّ فهو : فعل المأمورات ، وترك المنهيّات.
قال ابن مسعود : الأمانة في كلّ شيء لازمة ؛ في الوضوء ، والجنابة ، والصّلاة ، والزّكاة ، والصّوم.
[قال أبو نعيم الحافظ في «الحلية» (٦) : وممّن قال إنّ الآية عامّة في الجميع : البراء ابن عازب ، وابن مسعود ، وابن عبّاس ، وأبيّ بن كعب.
قالوا : الأمانة في كلّ شيء لازمة ، في الوضوء ، والجنابة ، والصّلاة ، والزكاة ، والصّوم ، والكيل ، والوزن ، والودائع.
قال ابن عبّاس : لم يرخص الله لمعسر ، ولا لمؤمن أن يمسك الأمانة](٧)(٨).
وقال ابن عمر : «إنّه ـ تعالى ـ خلق فرج الإنسان ، قال : «هذا أمانة [خبّأتها](٩) عندك ، فاحفظها إلّا بحقّها» (١٠).
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) في ب : السدانة والسقاية.
(٣) سقط في ب.
(٤) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٣١٢) وعزاه لابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
وأخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٤٩١) مختصرا وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٣١٢) وزاد نسبته لابن المنذر. والبغوي ١٠ / ٤٤٤.
(٥) ينظر : تفسير البغوي ١٠ / ٤٤٤.
(٦) ينظر : تفسير القرطبي ٥ / ١٦٦.
(٧) سقط في ب.
(٨) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٤٩٣) عن ابن عباس. والمحرر ١ / ٧٠.
(٩) سقط في ب.
(١٠) ذكره الفخر الرازي في «التفسير الكبير» (١٠ / ١١١) عن ابن عمر.