الأول : الأرض المعروفة.
الثاني : أرض المدينة ، قال الله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها).
الثالث : أرض مكّة ؛ قال ـ تعالى ـ : [(قالُوا])(١)(كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) أي: بمكّة.
الرابع : أرض مصر ؛ قال ـ تعالى ـ : (فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ) [الإسراء : ١٠٣].
الخامس : أرض الجنّة ؛ قال تعالى (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) [الزمر : ٧٤].
السادس : بطون النّساء (٢) ؛ قال ـ تعالى ـ : (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) الأحزاب : ٢٧] يعني : النساء (٣).
السابع : الرحمة ؛ قال ـ تعالى ـ : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ) [الزمر : ١٠] ، وقوله ـ تعالى ـ : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ) [العنكبوت : ٥٦] أي : رحمتي.
الثامن : القلب ؛ قال ـ تعالى ـ : (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) [الحديد : ١٧] ، أي : يحيي القلوب بعد قسوتها.
قوله : (فَتُهاجِرُوا) منصوب في جواب الاستفهام.
وقال أبو البقاء (٤) : (أَلَمْ تَكُنْ) استفهام بمعنى التّوبيخ ، «فتهاجروا» منصوب على جواب الاستفهام ؛ لأنّ النّفي صار إثباتا بالاستفهام». انتهى.
قوله : «لأنّ النّفي» إلى آخره لا يظهر تعليلا لقوله : «منصوب على جواب الاستفهام» ؛ لأن ذلك لا يصحّ ، وكذا لا يصحّ جعله علّة لقوله : «بمعنى التّوبيخ» ، و [«ساءت»] : قد تقدّم القول في «ساء» ، وأنها تجري مجرى «بئس» فيشترط في فاعلها ما يشترط في فاعل تيك ، و «مصيرا» : تمييز.
وكما بيّن عدم عذرهم ، ذكر وعيدهم ، فقال : (فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً) [أي :](٥) بئس المصير إلى جهنّم ، ثم استثنى فقال : «إلا المستضعفين» : في هذا الاستثناء قولان :
أحدهما : أنه متصل ، والمستثنى منه قوله : (فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) ، والضمير يعود على المتوفّين ظالمي أنفسهم ، قال هذا القائل : كأنه قيل : فأولئك في جهنّم إلا المستضعفين ، فعلى هذا يكون هذا استثناء متّصلا.
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) في ب : طول سيناء.
(٣) في ب : طور سيناء.
(٤) ينظر : الإملاء ١ / ١١٢.
(٥) سقط في ب.