وقال السّدّيّ : ضمرة بن جندب الضمريّ (١).
وحكى المهدويّ أنه ضمرة بن ضمرة بن نعيم ، وقيل ضمرة بن خزاعة.
وروى معمر عن قتادة : لما نزل قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) قال رجل من المسلمين وهو مريض : والله ـ تعالى ـ ما لي عذر : إني لدليل في الطّريق وإني لموسر ، فاحملوني فأدركه الموت في الطّريق ، فقال أصحاب النّبي صلىاللهعليهوسلم : لو بلغ إلينا لتمّ أجره ، وقد مات بالتّنعيم ، وجاء بنوه إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وأخبروه بالقصّة ، فنزل قوله : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ)](٢) الآية.
قوله : (ثُمَّ يُدْرِكْهُ) الجمهور على جزم «يدركه» عطفا على الشّرط قبله ، وجوابه : (فَقَدْ وَقَعَ) ، وقرأ الحسن البصري (٣) بالنّصب.
قال ابن جنّي : «وهذا ليس بالسّهل ، وإنما بابه الشّعر لا القرآن ، وأنشد : [الوافر]
١٨٦٨ ـ سأترك منزلي لبني تميم |
|
وألحق بالحجاز فأستريحا (٤) |
والآية أقوى من هذا ؛ لتقدّم الشرط قبل المعطوف» ، يعني : أن النّصب بإضمار «أن» إنّما يقع بعد الواو والفاء في جواب الأشياء الثّمانية أو عاطف ، على تفصيل في كتب النحو ، والنّصب بإضمار «أن» في غير تلك المواضع ضرورة ؛ كالبيت المتقدم ؛ وكقول الآخر : [الطويل]
١٨٦٩ ـ ............ |
|
ويأوي إليها المستجير فيعصما (٥) |
وتبع الزّمخشري أبا الفتح في ذلك ، وأنشد البيت الأوّل. وهذه المسألة جوّزها الكوفيّون لمدرك آخر ، وهو أن الفعل الواقع بين الشّرط والجزاء ، يجوز فيه الرّفع والنّصب والجزم إذا وقع بعد الواو والفاء ؛ واستدلّوا بقول الشّاعر : [الطويل]
١٨٧٠ ـ ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة |
|
فيثبتها في مستوى القاع يزلق (٦) |
وقول الآخر : [الطويل]
١٨٧١ ـ ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه |
|
ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما (٧) |
__________________
(١) ينظر : تفسير القرطبي ٥ / ٢٢٤.
(٢) سقط في ب.
(٣) وقرأ بها قتادة ونبيح والجراح كما في المحرر الوجيز ٢ / ١٠٢ ، وينظر : البحر المحيط ٣ / ٣٥١ ، والدر المصون ٢ / ٤٢٠.
(٤) تقدم برقم ٧٥٩.
(٥) تقدم برقم ٧٦٠.
(٦) البيت لابن زهير ينظر : الكشاف ٣ / ٨٩ ، شرح أبيات سيبويه ٢ / ١١٩ ، وهو لزهير بن أبي سلمى ينظر ديوانه ص ٢٥٠ ، وينظر : المقتضب ٢ / ٢٣ ، ٦٧ ، والدر المصون ٢ / ٤٢٠.
(٧) ينظر : أوضح المسالك ٤ / ١٤ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٩١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٤٠١ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٥٤ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٦٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٣٤ والدر المصون ٢ / ٤٢٠.