أحدث الآيات بالله عهدا» وفي رواية : «أقرب القرآن من السّماء عهدا» (١) وهو قول سعيد بن جبير.
وقيل : آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) [البقرة: ٢٨١].
قال القرطبي (٢) «يحتمل أن يكون قول أبيّ : أقرب القرآن من السماء عهدا بعد قوله (وَاتَّقُوا يَوْماً) والله أعلم. ونقل عن حذيفة أنّه قال : أنتم تسمّون هذه السورة بالتوبة وهي سورة العذاب ، ما تركت أحدا إلّا نالت منه».
قال ابن الخطيب (٣) : «وهذه الرواية يجب تكذيبها ؛ لأنّا لو جوزنا ذلك ؛ لكان ذلك دليلا على تطرّق الزيادة والنقصان إلى القرآن وهو باطل».
وروت عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّه ما نزل عليّ القرآن إلّا آية آية وحرفا حرفا ما خلا سورة براءة ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) [الإخلاص : ١] فإنّما نزلتا عليّ ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة كلّهم يقول : يا محمّد استوص بنسبة الله خيرا» (٤).
__________________
(١) انظر : المصدر السابق.
(٢) ينظر : تفسير القرطبي ٨ / ١٩٢.
(٣) ينظر : تفسير الفخر الرازي ١٦ / ١٨٩.
(٤) أخرجه الثعلبي من حديث عائشة كما في «تخريج الكشاف» (٢ / ١١٥) للزيلعي وقال الحافظ في تخريحه أيضا (٢ / ٣٢٥) رواه الثعلبي من حديث عائشة بإسناد واه.