وغرورا ... وختمت السورة بالتركيز على التوحيد الذي انطلقت منه هذه المبادئ ، كما بدأت به.
وتطرح الآيات هذه المبادئ للالتزام بها كقواعد أخلاقية سلوكية ، لكن الناس يخالفونها ، فمنهم من يفتري ، ومنهم من يبتعد عن الاستقامة في خط العقيدة فينحرف عنها ... ويبقى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم معهم ليتابع التبليغ ، ولينصحهم بقول التي هي أحسن ، لئلا يثير الشيطان العداوة بينهم من خلال الكلمات القلقلة.
وتتنوع أغراض السورة في حركة الخط العام ، فتتحدث عن تفضيل بعض النبيين على بعض ، وعن اختبار الله للناس من خلال ما يبتليهم به ، أو ما ينعم عليهم ، فقد يتبع البعض الشيطان ، فيسقط في الامتحان ، وقد ينجح البعض ، فيستعين بالله ويلتجئ إلى ركنه الركين لمحاربة الشيطان بإيمانه ، والتزامه ، وإصراره على موقفه ، وتقديره لتكريم الله له ولكل بني آدم بما أنعم الله تعالى عليهم في جميع المجالات.
وتتوقف السورة عند التجارب الصعبة والمحن والشدائد الكبيرة التي مر بها النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بفعل المؤامرات التي كان يحيكها المشركون ، وما استخدموه من وسائل الضغط والإكراه التي كانوا يلجأون إليها ليفتنوه عن دينه ، إلا أن تثبيت الله تعالى له صلىاللهعليهوآلهوسلم يحبط كل مكائدهم ، ويفشل كل وسائلهم ، ويحول بالتالي دون بلوغهم مآربهم ، هذا التثبيت الإلهي هو الذي مكّن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من تجاوز كل هذه المحن ، إذ لولاه ، لنالت منه هذه الضغوط ، لأنها مما يتجاوز قدرة احتمال الإنسان بنفسه ، إلا أن عظمة إيمان النبي وكماله الإنساني ومنزلته الرفيعة من الله تعالى ، وأخذ الله بيده ورعايته له ، شكلت في مجموعها المقوّمات الرئيسية لصمود النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدم تزحزحه عن الحق والرسالة قيد أنملة.