الأنبياء عليهمالسلام قال : لأن قوله تعالى : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا) يدل على أنّ ها هنا من لم يفضلهم عليه ، وليس إلا الملائكة ، لأن بني آدم أفضل من كل حيوان سوى الملائكة بالاتفاق.
ولكن هذا الوجه غير ظاهر من الآية ، إذا المذكور ، في هذا الوجه ، مجرد استنتاج ، ويمكن المناقشة فيه ، على أساس أن التفضيل على الكثير ، لا ينفي وجوده بالنسبة إلى غيرهم ، ويمكن أن يكون الأمر على سبيل التساوي بينه وبين الملائكة. فلا دلالة ـ في الآية ـ على المسألة سلبا أو إيجابا.
أما الموضوع في ذاته ، فقد لا يكون فيه فائدة مهمة فكريا وعقيديا وعمليا ، لأنه من الأمور التي لم يكلفنا الله الاعتقاد بها ، وليس لها علاقة بحياتنا العامة. وقد أفاض العلماء والمفسرون في تحليل المسألة من خلال العمق الفلسفي ، الذي يحاول أن يجد في حرية الإرادة الإنسانية بين الخير والشر ، أساسا لتفضيل الإنسان على الملك ، لأنه يتحرك في الخير من موقع الاختيار ، بينما الملك مطبوع عليه. وبذلك انفتح باب آخر للخلاف يتصل بجانب الثواب الذي يحصل عليه الملك ، لأنه لم يكن نتيجة إرادته في العمل ، مما لا يجعل له فضلا يؤكّد استحقاقه ... وغير ذلك من الأبحاث التي تدخل في الفكر التجريدي الذي لا يؤدّي إلى نتيجة ، كما هو الكثير من أحاديث التفضيل التفصيلية بين الأنبياء ، مما أثار القرآن بعض الحديث فيه لمناسبات معينة تتصل ببعض مظاهر النبوّة ، أو الأحاديث عن تفضيل الإنسان على المخلوقات التي أريد فيها تأكيد النعمة عليه ليشكر ربه على ذلك ، ولينطلق من هذا الموقع ، من أجل التكامل في مدارج الكمال ... ولغير ذلك مما يتصل بحركة الإنسان في الحياة وموقعه من الله في تعامله معه ، بعيدا عن مسألة التصور المجرّد الذي يراد ـ من خلاله ـ إثارة الزهو التجريدي بالمسألة على أساس ذاتيّ. ولكننا ـ في خاتمة المطاف ـ قد نحتاج إلى الإشارة إلى الآيات التي ذكرها الله سبحانه في بداية الخليقة ، في حوارة مع الملائكة حول خلق