ووجدانه ، بل يعمل على استثارة إيمانه في عملية تأمّل وتفكير ، ليذكر ربّه ، فينطلق في حياته من موقع الوعي لا من موقع النسيان ، وليعرف مواطئ قدمه في الطريق ، ملتفتا إلى احتمالات الغوايات في ما يمكن أن يتحرك به طريق الإنسان نحو الرشاد.
(وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً) في روحية الدعاء الخاشع المبتهل ، الذي ينفتح فيه المؤمن على الله ليطلب منه أن يكون معه في أجواء الهداية الواسعة التي تتسع لكل الطرق المتجهة إلى الله ، فيهديه للطريق الأقرب إلى الرشاد ، لئلا تطول عليه المسافات ، فينحرف به خط السير إلى غير ما يريد.
ولعل هذا الدعاء يمثل ، في وعي الإنسان المؤمن ، القلق الروحي الذي يدفعه لدراسة خطواته في محاولة متحركة لتقويمها وتصحيحها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح ، بعيدا عن نوازع الذات ، وقريبا إلى رحاب الإيمان بالله الذي يربطه بالجانب المشرق من الحياة.
* * *