وغير ذلك مما يمتد أثره في حياة الناس ، في حياته وبعد مماته ؛ (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) لأن الله جعل ثواب الإنسان لما يبذله من جهد في سبيل الحق والعدل والخير والحياة ، مما ينسجم مع أوامره ونواهيه ويتحرك في خط رضاه. أمّا المال ، فلا قيمة له عند الله في ذاته وفي جمعه إلا إذا تحرك في مواقع الخير ، وكان إنفاقه في سبيل الله. وأما البنون ، فإن قيمتهم عند الله هي في الجهد الذي يبذله الإنسان من أجل أن يكونوا مؤمنين صالحين ، يصلحون أنفسهم بالطاعة ، ويصلحون الناس بالعلم والهداية وحركة الخير ... وبذلك يكون المال والبنون ـ في حركة الجهد العملي للإنسان من أجل خدمة الحياة في خط الله ـ جزءا من الباقيات الصالحات ، فتكون كبقية أعماله وأقواله خير ثوابا (وَخَيْرٌ أَمَلاً) في ما يأمله الإنسان من رحمة الله ومن عفوه ورضوانه التي يحصل منها على سلامة المصير في الدنيا والآخرة ، بينما لا يأمل من زينة الدنيا المجرّدة شيئا لمستقبله الأخروي ، ولا يجد أمامه هناك أيّ ثواب.
وهذا ما ينبغي للإنسان أن يعيشه في تحريك تفكيره نحو التعمّق في الدنيا ، ليميّز بين مفرداتها الفانية ، وبين مفرداتها الباقية ، ليكون كل جهده لما يبقى ، ولا تكون حياته لما يفنى ويزول ويتلاشى مع الظلام.
* * *