عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٠) قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١) وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)(١٢)
وقوله ـ سبحانه ـ : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ ...).
يرى بعض المفسرين أنه من تتمة كلام موسى ـ عليهالسلام ـ فيكون المعنى : أن موسى ـ عليهالسلام ـ بعد أن ذكر قومه بأيام الله ـ تعالى ـ ، وبنعمه عليهم ، وبسننه ـ سبحانه ـ في خلقه ...
بعد كل ذلك شرع في تذكيرهم وتخويفهم عن طريق ما حل بالمكذبين من قبلهم ، فقال لهم ـ كما حكى القرآن عنه ـ : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ...).
ومنهم من يرى أن الآية الكريمة كلام مستأنف ، والخطاب فيه لأمة الرسول صلىاللهعليهوسلم فيكون المعنى : أن الله ـ تعالى ـ بعد أن بين للناس أنه قد أنزل كتابه على رسوله صلىاللهعليهوسلم لإخراجهم من الظلمات إلى النور ، وبين ـ سبحانه ـ أن له ما في السموات وما في الأرض ، وهدد الكافرين بالعذاب الشديد ، وحكى ما قاله موسى لقومه ...
بعد كل ذلك وجه ـ سبحانه ـ الخطاب إلى مشركي مكة وإلى كل من كان على شاكلتهم فقال : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ...).
قال الفخر الرازي ما ملخصه : «يحتمل أن يكون هذا خطابا من موسى لقومه ، والمقصود منه أنه ـ عليهالسلام ـ كان يخوفهم بمثل هلاك من تقدم.
ويجوز أن يكون مخاطبة من الله ـ تعالى ـ على لسان موسى لقومه ، يذكرهم أمر القرون الأولى. والمقصود إنما هو حصول العبرة بأحوال المتقدمين ، وهذا المقصود حاصل على