عن ثلاث كنت أغفلتهنّ ، وودت أني كنت فعلت ثلاثا لم أفعلهنّ ، ووددت أني لم أكن فعلت ثلاثا كنت فعلتهنّ.
فسئل : ما هنّ؟ فقال : ندمت أن لا أكون سألت رسول الله عن هذا الأمر لمن هو من بعده؟ وأن لا أكون سألته عن (إرث) الجدّ (ة) وأن لا أكون سألته عن ذبائح أهل الكتاب.
وأما الثلاث اللاتي فعلتهنّ وليتني لم أفعلهنّ : فكشفي بيت فاطمة (صلوات الله عليها) وتخلّفي عن بعث أسامة ، وتركي الأشعث بن قيس أن لا أكون قتلته ؛ فإني لا أزال أراه يبغي للإسلام عوجا.
وأمّا الثلاث اللاتي لم أفعلهنّ وليتني كنت فعلتهنّ : فوددت أني كنت أقدت من خالد بن الوليد بمالك بن نويرة ، ووددت أني لم أتخلّف عن بعث أسامة ، ووددت أني كنت قتلت عيينة بن حصن وطليحة بن خويلد (١).
وروى الطبري بطرق منها عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كان أبو بكر تاجرا وكان منزله بالسنح حول المدينة حتى ستة أشهر بعد النبيّ ، ثم نزل المدينة وترك التجارة وتفرّغ للأمر ، ففرضوا (؟) له في كل سنة ستة آلاف درهم. فلما حضرته الوفاة قال : انظروا كم أنفقت منذ ولّيت من بيت المال فأقبضوه عنّي بأرضي التي بمكان كذا (؟) فوجدوا مبلغه ثمانية آلاف درهم (٢).
__________________
(١) الإيضاح : ١٥٩ ـ ١٦١ ، ومختصره في الاستغاثة : ٢١ ، وبتمامه باختلاف في الخصال ١ : ١٧١ ـ ١٧٣ باب الثلاثة عن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وفي تلخيص الشافي ٣ : ١٧٠ ، الطعن السادس ، ومناقشته في شرح النهج للمعتزلي ١٧ : ١٦٤ ، الطعن الثالث ، ونقل الخبر في ٢ : ٤٥ ـ ٤٧ ، عن الكامل للمبرد ١ : ٥٤ ـ ٥٥.
(٢) الطبري ٣ : ٤٣٢ ـ ٤٣٣.