بأزواج النبيّ (١) فحججن إلّا ابنة عمة النبيّ زينب بنت جحش فإنها التزمت قوله لهنّ عند عودهن من حجة الوداع : هذه الحجة ثم ظهور الحصر (٢).
وكان الناس بعد وفاة رسول الله يأتون الشجرة التي كانت بيعة الرضوان تحتها فيصلّون عندها ، فقال عمر لهم : أيها الناس ، أراكم رجعتم إلى العزّى! ألا لا أوتى منذ اليوم بأحد عاد لمثلها إلّا قتلته بالسيف كما يقتل المرتد! ثم أمر بها فقطعت (٣).
وكان معه أبو سعيد الخدري ، وقد حجّ علي عليهالسلام قال أبو سعيد : كنت مع عمر في أول حجة حجّها في خلافته ، فلما دخل المسجد الحرام دنا من الحجر الأسود فقبّله واستلمه وقال له : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولو لا أني رأيت رسول الله قبّلك واستلمك لما قبّلتك ولا استلمتك (٤)!
ورواه الصدوق عن الصادق عليهالسلام : أن عمر قال : إلّا أنا رأينا رسول الله يحبّك فنحن نحبّك. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : كيف يا ابن الخطّاب! فو الله ليبعثنّه الله يوم القيامة وله لسان وشفتان فيشهد لمن وافاه ، وهو يمين الله في أرضه يبايع بها خلقه! فقال عمر : لا أبقانا الله في بلد لا يكون فيه علي (٥).
وكان حجّه في آخر عام (١٤) في شدة حاجته للمال لتجهيز جيوش الفتوح ، ورأى بعض من معه حلّي الكعبة فقال له : لو أخذته فجهّزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر ، وما تصنع الكعبة بالحليّ؟!
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٧٠.
(٢) مغازي الواقدي ٣ : ١١١٥.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ١ : ١٧٨ وانظر الغدير ٦ : ١٤٦. والنص والاجتهاد ، المورد : ٦٥.
(٤) شرح النهج للمعتزلي ١٢ : ١٠٠ ، وانظر الغدير ٦ : ١٠٣ وفيه مصادره. والنص والاجتهاد : ٣٦٩.
(٥) علل الشرائع ٢ : ١٣١ ، الحديث ٨ ، الباب ١٦١.