وروى الطبري في خبر المسور بن مخرمة قال : أخرج عثمان عبيد الله بن عمر إليه ولديه جمع من المهاجرين والأنصار فقال لهم : أشيروا عليّ في هذا الذي فتق في الإسلام ما فتق ، وكان علي [عليهالسلام] حاضرا فقال : أرى أن تقتله! فقال بعضهم : قتل أبوه بالأمس ويقتل ابنه اليوم! فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين ؛ إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث كان ولك على المسلمين سلطان ، إنما كان هذا الحدث ولا سلطان لك! فقال عثمان : وأنا وليّهم ، فأجعلها دية في مالي (١)!
وإليه إشارة اليعقوبي : لما ولّى عثمان ردّ عبيد الله بن عمر برأي عمرو بن العاص (٢) فأكثر الناس في دم الهرمزان وإمساك عثمان عن ابن عمر ، فصعد المنبر وخطب وقال : ألا وإني ولي دم الهرمزان وقد وهبته لله ولعمر! وتركت [ابن عمر] لدم عمر!
فقام المقداد بن عمرو فقال : إن الهرمزان مولى لله ولرسوله ، وليس لك أن تهب ما كان لله ولرسوله! فقال عثمان : فننظر وتنظرون (٣)!
وروى المرتضى عن ابن اسحاق قال : إن أول من كلم عثمان في عبيد الله علي عليهالسلام أتاه بعد ما استخلف فقال له : اقتل هذا الفاسق الخبيث الذي قتل امرأ مسلما صالحا!
فقال عثمان : قتلوا أباه بالأمس وأقتله اليوم.
وروى : أنه لما قال عثمان : إني عفوت عن عبيد الله بن عمر ، قال المسلمون : إنه ليس لك أن تعفو عنه! قال : بلى إنه ليس لجفينة والهرمزان قرابة من أهل الإسلام ، وأنا وليّ أمر المسلمين فأنا أولى بهما وقد عفوت.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٢٣٩ بلا ذكر لاعتراض علي عليهالسلام فكأنّه رضى بذلك!
(٢) اليعقوبي ٢ : ١٦١ ولفظه : ردّه إلى عمرو بن العاص ، والصحيح ما اثبتناه.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٦٣ ـ ٦٤ ، وانظر الغدير ٧ : ١٣٢ ـ ١٤٢ برقم ٧.