فقال علي عليهالسلام إنه ليس كما تقول ، إنما أنت في أمرهما بمنزلة أقصى المسلمين ، وإنما قتلهما في إمرة غيرك وقد حكم الوالي ـ الذي قتلا في أيامه ـ بقتله ، ولو كان قتلهما في إمارتك لم يكن لك العفو عنه ، فاتّق الله فان الله سائلك عن هذا (١)!
وروى المفيد أن عثمان قال : إن الهرمزان رجل غريب لا وليّ له ، وأنا وليّ من لا وليّ له ، وقد رأيت العفو عن قاتله.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ليس للإمام أن يعفو عن حدّ يتعلّق بالمخلوقين ، إلّا أن يعفو الأولياء عنه ، فليس لك أن تعفو عن ابن عمر ، ولكن إن أردت أن تدرأ الحدّ عنه فأدّ الدية إلى المسلمين الذين هم أولياء الهرمزان واقسمها مع ما في بيت المال على مستحقيه.
ثم قال له : أما أنت فمطالب بدم الهرمزان يوم يعرض الله الخلق للحساب! وأما أنا فإنني اقسم بالله لئن وقعت عيني على عبيد الله بن عمر لآخذنّ حق الله منه! وإن رغم أنف من رغم!
فلما كان الليل استدعى عثمان عبيد الله بن عمر وأمره بالهرب! فخرج من المدينة ليلا وقد أصحبه عثمان كتابا أقطعه فيه قرية من قرى الكوفة ، فهي تسمى : كويفة ابن عمر (٢).
وروى الطوسي في «الأمالي» : أن عثمان صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، قد أكثرتم في أمر عبيد الله بن عمر والهرمزان ، وإنما قتله
__________________
(١) تلخيص الشافي ٤ : ١٢٤.
(٢) الجمل للمفيد : ١٧٦ وتمامه : فلم يزل بها حتى ولي علي عليهالسلام فلحق بجند الشام. هذا وقد مرّ في الخبر أن ابن شعبة الثقفي كان بعد حجه بالمدينة يومئذ وأبقاه عثمان على الكوفة لفترة ، ولا نرى خبرا عن ارتحاله إليها فلعله خرج وأخرج ابن عمر معه وكتاب عثمان كان إليه وأقطعه قرية نحو بزيقيا ، كما في معجم البلدان ٤ : ٤٩٦.