أبو سفيان : يا ابن أبي طالب ، غلبت على سلطان ابن عمك ، والذي غلبك عليه من أذل أحياء قريش تيم وعديّ! ودعاك إلى أن ينصرك! فقلت له : لو وجدت أربعين رجلا من المهاجرين ، والأنصار من أهل السابقة ، لنا هضت هذا الرجل (١).
وزاد المفيد في «كتاب الجمل» قال : يا بني هاشم ، أرضيتم أن يلي عليكم بنو تيم بن مرّة حكاما على العرب! ومتى طمعت أن تتقدم على بني هاشم بالأمر؟! انهضوا لدفع هؤلاء القوم عمّا تمالئوا عليه ظلما لكم ، أما والله لئن شئتم لأملأنّها عليهم خيلا ورجالا! ثم أنشأ :
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم |
|
ولا سيّما تيم بن مرّة أو عدي |
فما الأمر إلّا فيكم وإليكم |
|
وليس لها إلّا أبو حسن علي |
أبا حسن فاشدد بها كفّ حازم |
|
فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي(٢) |
ورواه في «الإرشاد» وزاد : ثم نادى بصوت عال : يا بني هاشم ؛ يا بني عبد مناف ؛ أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل الرّذل ابن الرّذل؟ أما والله لئن شئتم لأملأنّها خيلا ورجالا!
فناداه علي عليهالسلام : ارجع يا أبا سفيان! فو الله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد الإسلام وأهله ، ونحن مشاغيل برسول الله صلىاللهعليهوآله ، وعلى كل امرئ ما اكتسب ، وهو وليّ ما احتقب.
قال : فانصرف أبو سفيان إلى المسجد فرأى بني أمية فحرّضهم فلم ينهضوا له (٣).
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٧٧٥ ، ٧٧٦.
(٢) كتاب الجمل : ١١٧ ، والإرشاد ١ : ١٩٠ ، والأخبار الموفقيات : ٥٧٧ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٦.
(٣) الإرشاد ١ : ١٩٠.