وزاد الطبري عن الكلبي عن عوانة : أنّ أبا سفيان قال له : يا أبا الحسن ابسط يدك ابايعك! فأبى عليه ، فجعل يتمثّل بشعر المتلمّس :
ولن يقيم على خسف يراد به |
|
إلّا الأذلّان عير الحيّ والوتد |
هذا على الخسف معكوس برمّته |
|
وذا يشجّ فلا يبكي له أحد |
فزجره علي عليهالسلام وقال له : إنك والله ما أردت بهذا إلّا الفتنة ، وإنك والله طالما بغيت الإسلام شرّا ، لا حاجة لنا في نصيحتك (١).
وروى المنقريّ كتابا لعلي عليهالسلام جوابا لمعاوية في أول أمره قال له فيه : وحين ولّى الناس أبا بكر أتاني أبوك فقال : أنت أحق بمقام محمد وأولى الناس بهذا الأمر أنا زعيم لك بذلك على من خالف ، ابسط يدك أبايعك.
وأنت تعلم أن أباك قد قال ذلك وأراده ، وكنت أنا الذي أبيت ، لقرب عهد الناس بالكفر مخافة الفرقة بين أهل الإسلام (٢) أو قال : مخافة الفرقة لقرب عهد الناس بالإسلام والجاهلية (٣) والغريب أن معاوية أعاد هذا على علي عليهالسلام بعد هذا في خضمّ معارك صفّين في كتابه إليه بزيادة قال : وسمعتك بأذني حين قال لك (أبي)
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٩. والرمّة : الحبل ، المعكوس : المشدود إحدى يديه بعنقه.
(٢) وقعة صفين : ٩١.
(٣) كما في أنساب الأشراف : ٢٨١ ، عن الكلبي عن أبي مخنف وذكر المحقق للكتاب مصادر اخرى ، منها : نهج البلاغة ك ٩ و٢٨ وانظر مصادرهما في المعجم : ١٣٩٤ و ١٣٩٥. مصادر الغريب ٩ من الحكمة ٢٦٠ : ١٤١٤ فهي قطع ثلاثة من أصل كتاب واحد.