فروى الطبري عن النميري البصري عن المدائني عن الشعبي عن أهل الكوفة كانوا يقولون : كان الأشتر أول من بايعه ، قام إليه وأخذ بيده فقبضها! فقال : أبعد ثلاثة (أيام)! ثم بايعه (١) فلعلّها كانت يوم الاثنين ٢١ ذي الحجة.
وروى المفيد عن الثقفي بسنده عن زيد بن أسلم الأنصاري قال : ثم بايعه الناس على المنبر ، أوّلهم طلحة بن عبيد الله صعد المنبر فصفق على يد عليّ بيده وهي شلّاء (من يوم أحد) فقال رجل أسدي : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أول يد صفقت على يده شلّاء! يوشك أن لا يتم هذا الأمر ، ثم بايع الزبير ، وبايعه الناس بعدهما (٢).
وكان الذي يأخذ عليهم البيعة : عمار بن ياسر وأبو الهيثم ابن التيّهان ، وهما يقولان لهم : نبايعكم على طاعة الله وسنة رسوله ، وإن لم نف لكم فلا طاعة لنا عليكم ، ولا بيعة في أعناقكم ، والقرآن امامنا وامامكم (٣).
ووصف علي عليهالسلام ذلك فقال : جئتموني لتبايعوني فأبيت عليكم وأمسكت يدي فنازعتموني ودافعتموني ، وبسطتم يدي فكففتهما ، ومددتموها فقبضتها ، ثم تداككتم عليّ تداكّ الهيم على حياضها يوم ورودها ، وازدحمتم عليّ حتى ظننت أن بعضكم قاتل بعضا أو أنكم قاتليّ ، وحتى انقطع النعل وسقط الرّداء ، ووطئ الضعيف ، وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إيّاي أن حمل إليها الصغير وخرج إليها الكبير ، وتحامل إليها العليل ، وحسرت إليها الكعاب ، وقلتم :
__________________
(١) الطبري ٤ : ٤٣٣ ، وفيه أن الأشتر قال له : أما والله لئن تركتها لتعصرنّ عينيك عليها حينا! وأظنها إضافة من الشعبي ، فهي عن أدب الأشتر بعيدة جدا ، ولا سيّما بلا جواب عن علي عليهالسلام! وجاء في الإمامة والسياسة : ٤٦ : أو لتعصرنّ عينيك عليها ثالثة. ولا يستقيم المعنى فهي الرابعة وليست الثالثة من الخلافة.
(٢) الجمل (للمفيد) : ١٣٠ ، ومرّ صدره عن الطبري.
(٣) أمالي الطوسي : ٧٢٧ ، الحديث ١٥٣٠ ، م ٤٤.