ثم أخذ هذا الرجل (عليّ) الأمر دوننا من غير مشورتنا ، وتغلّب عليه ، ونحن وهو فيه شرع سواء ، فاتي بنا إليه واللجّ (سيف الأشتر) على أعناقنا فبايعناه كرها!
والذي نطلب الآن منه ـ أيها الناس ـ أن يدفع إلى ورثة عثمان قاتليه ـ فإنّه قتل مظلوما ـ ويخلع عنه هذا الأمر ويعتزله ، ليتشاور المسلمون فيمن يكون لهم إماما ؛ كسنّة عمر بن الخطاب في الشورى ، فإذا استقام رأينا ورأي أهل الإسلام على رجل بايعناه!
فقام إليه رجل من متقدّمي عبد القيس والتفت إلى الناس وقال لهم : أيها الناس انصتوا أتكلّم لكم! وعرفه ابن الزبير أنه من عبد القيس فخاف منطقه فقال له : ويلك ما لك وللكلام؟! فقال الرجل له : ما لي وللكلام! أنا والله للكلام! ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر النبيّ فصلّى عليه ثم التفت إليهما وقال لهما :
يا معاشر المهاجرين : كنتم أول الناس إسلاما ، بعث الله نبيّه محمدا بينكم فدعاكم فأسلمتم ، ثم أسلمنا لإسلامكم ، فكنتم فيه القادة ونحن لكم تبع ، ثم توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله فبايعتم رجلا منكم لم تستأذنونا في ذلك فسلّمنا لكم ، ثم توفي ذلك الرجل واستخلف عمر بن الخطاب فو الله ما استشارنا في ذلك (ولكن) رضيتم فرضينا وسلّمنا ، ثم إنّ عمر جعلها شورى في ستة نفر ، فاخترتم واحدا منهم فسلّمنا لكم واتبعناكم.
ثم إن الرجل أحدث أحداثا أنكرتموها فحصرتموه وخلعتموه وقتلتموه وما استشرتمونا في ذلك.
ثم بايعتم عليّ بن أبي طالب وما استشرتمونا في بيعته فرضينا وسلّمنا وكنا لكم تبعا ؛ فو الله ما ندري بما ذا نقمتم عليه : هل استأثر بمال؟! أو حكم بغير ما أنزل الله؟! أو أحدث حدثا منكرا؟! فحدّثونا به نكن معكم! فو الله ما نراكم إلّا قد ظللتم بخلافكم له!