بابن سعيد المجاشعي التميمي وابن مطرح التميمي السعدي المنقري فأجاراه في ذمتهما فجعل يسير معهما.
ورآه رجل من تميم فأتى الأحنف بن قيس التميمي وقال له : اريد أن اسرّ إليك سرّا! فقال : ادن مني فدنا منه وقال : رأيت الزبير بين رجلين من مجاشع ومنقر! وأظنه قد هرب يريد المدينة!
فرفع الأحنف صوته وقال : ما أصنع إن كان الزبير قد ألقى الفتنة بين المسلمين حتى ضرب بعضهم بعضا (١) ثم هو يريد أن يرجع إلى أهله بالمدينة سالما!
فسمعه عمرو ابن جرموز وفضالة ابن حابس المجاشعي وعلما أن الأحنف إنما رفع صوته لكراهته أن يسلم الزبير (٢)!
أو قال : ما أصنع بالزبير وقد لفّ بين جيشين غارّين حتى قتل بعضهم بعضا (٣) ثم هو يريد اللحاق بأهله!
فسمع ذلك عمرو بن جرموز فخرج لطلبه ، فتبعه رجل من مجاشع من تميم ، حتى لحقاه وقالا له : يا حواريّ رسول الله أنت في ذمّتنا لا يصل إليك أحد ، وأخذا يسايرانه ، ثم قال له ابن جرموز : يا أبا عبد الله ؛ انزع درعك فاجعلها على فرسك فإنها تثقلك!
فنزعها الزبير ، وجعل ابن جرموز يتأخر والزبير يناديه أن يلحقه فيلحقه ويجري معه ثم ينحاز عنه فلا ينكر ابن الزبير تأخّره ، حتى حمل عليه بسنانه بين كتفيه فأنفذه من صدره! فسقط فنزل إليه واحتزّ رأسه.
__________________
(١) وهذا يؤيد أن هربه كان بعد نشوب الحرب لا قبله.
(٢) الجمل للمفيد : ٣٧٨ ـ ٣٨٨.
(٣) وهذا أيضا يؤيد هربه بعد نشوب الحرب لا قبله.