وكأنّ أحمد بن طيفور الخراساني البغدادي (٢٠٤ ـ ٢٨٠ ه) التقى أولا في الرافقة (١) برجل مصري يدعى جعفر بن محمد فروى له الخطبة عن أبيه محمد عن موسى بن عيسى عن عبد الله بن يونس عن (حفص) الأحمر عن زيد بن علي الشهيد (١٢١ ه) عن عمّته زينب اخت الحسين عن امّها الزهراء عليهمالسلام (٢) فذكر له قوم أن أبا العيناء ادّعى هذا الكلام (٣).
والتقى بعد ذلك بحفيد زيد أبي الحسين زيد بن علي بن حسين بن زيد الشهيد الذي روى عنه طريقة وعبّر عنه بالعلوي (٤) فقال : ذكرت له كلام فاطمة عليهاالسلام عند منع أبي بكر إياها فدكا وقلت له : إنّ هؤلاء ، يزعمون أنه مصنوع ، وأنه من كلام أبي العيناء ؛ لأن الكلام منسوق (منسّق) البلاغة؟!
فقال لي : رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلّمونه أبناءهم. ثم ذكر له طريقه فقال : وقد حدّثنيه أبي (علي بن الحسين) عن جدي (الحسين بن زيد) يبلغ به فاطمة يعني : عن أبيه زيد الشهيد عن عمّته زينب عن أمها الزهراء ، قال ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن يولد جدّ أبي العيناء (خلّاد بن ياسر).
ثم ذكر له طريقا آخر قال : وقد حدث به الحسين بن علوان ، عن عطية العوفي الكوفي أنه سمع عبد الله بن الحسن يذكره عن أبيه (الحسن المثنى عن أبيه الحسن المجتبى عن أمه الزهراء).
__________________
(١) محلة من الرقة بالشام كما في مراصد الاطلاع ٢ : ٥٩٥ ، ومعجم البلدان ٣ : ١٥.
(٢) بلاغات النساء : ١٤.
(٣) بلاغات النساء : ١٨.
(٤) بلاغات النساء : ١٧٥ ، وترجم له في قاموس الرجال ٤ : ٥٦٢ برقم ٣٠٥٤.