ثم قال أبو الحسين : وكيف يذكر هذا من كلام فاطمة فينكرونه وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة ، ويتحققونه؟! لو لا عداوتهم لنا أهل البيت (١).
فحصل بفضل حفيد زيد الشهيد على طريق ثان عن زيد الشهيد عن زينب ، وثالث عن الحسين بن علوان فتأكّد منه مرة أخرى عن عبد الله بن أحمد العبدي عن الحسين بن علوان ... (٢). نقل عنه طرقه هذه الأربعة المرتضى في «الشافي» ثم قال :
وقد روي هذا الكلام من طرق مختلفة ووجوه كثيرة على هذا الوجه ، فمن أراده أخذه من مواضعه (٣).
ونقل كل هذا المعتزلي في «شرح نهج البلاغة» (٤) إلّا أنه لم يعوّل عليه ، بل قال : ما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم ، لا من كتب الشيعة ورجالهم ؛ لأنّا مشترطون على أنفسنا أن لا نحفل بذلك! ثم قال : وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري (م ٣٢٣ ه) في «السقيفة وفدك» وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدّث كثير الأدب ثقة ورع ، أثنى عليه المحدّثون ورووا عنه مصنفاته (٥) ثم ذكر له طرقا ثلاثة :
١ ـ أحمد بن محمد بن يزيد (مولى بني هاشم) عن عبد الله بن محمد عن أبيه محمد بن سليمان ، عن عبد الله المحض عن أبيه الحسن المثنى عن أبيه الحسن المجتبى عن أمه فاطمة عليهمالسلام.
__________________
(١) بلاغات النساء : ١٢.
(٢) بلاغات النساء : ١٨.
(٣) تلخيص الشافي ٣ : ١٤٥.
(٤) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢٤٩ ـ ٢٥٣.
(٥) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢١٠.