وإذا عاد إلى مكة فمن السنّة أن يدخل الكعبة
______________________________________________________
شاهدت أحدا يعلمني به في زماني وإنما وقفني واحد على أثر مسجد بقرب منى على يمين قاصد مكة في مسيل واد قال : وذكر آخرون أنه عند مخرج الأبطح إلى مكة (١).
ويدل على استحباب التحصيب مضافا إلى الإجماع والتأسي ما رواه الشيخ ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا نفرت وانتهيت إلى الحصبة ـ وهي البطحاء ـ فشئت أن تنزل بها قليلا فإن أبا عبد الله عليهالسلام قال : « إن أبي كان ينزلها ثم يرتحل فيدخل مكة من غير أن ينام بها » (٢) وما رواه ابن بابويه في الصحيح ، عن أبان وهو ابن عثمان ، عن أبي مريم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه سئل عن الحصبة فقال : « كان أبي عليهالسلام ينزل بالأبطح ثم يدخل البيوت من غير أن ينام بالأبطح » فقلت له : أرأيت من تعجّل في يومين عليه أن يحصب؟ قال : « لا » وقال : « كان أبي عليهالسلام ينزل الحصبة قليلا ثم يرتحل وهو دون خبط وحرمان » (٣) ويستفاد من هذه الرواية أن التحصيب النزول بالحصبة ، وأنه دون خبط وحرمان لكن لم أقف في كلام أهل اللغة على شيء يعتدّ به في ضبط هذين اللفظين وتفسيرهما ، وأن التحصيب إنما يستحب لمن نفر في النفر الثاني ، وأنه يستحب النزول بالأبطح ساعة من غير أن ينام فيه ثم يدخل مكة ، بل ربما ظهر من قوله عليهالسلام : « كان أبي عليهالسلام ينزل بالأبطح » في جواب السؤال عن الحصبة أن ذلك هو التحصيب.
قوله : ( وإذا عاد إلى مكة فمن السنّة أن يدخل الكعبة ).
يدل على ذلك روايات : منها ما رواه الشيخ في الصحيح ، عن معاوية بن عمار قال : « رأيت العبد الصالح عليهالسلام دخل الكعبة فصلّى
__________________
(١) نقله عنه الشهيد في الدروس : ١٣٧.
(٢) التهذيب ٥ : ٢٧٥ ـ ٩٤١ ، الوسائل ١٠ : ٢٢٩ أبواب العود إلى منى ب ١٥ ح ١.
(٣) الفقيه ٢ : ٢٨٩ ـ ١٤٢٨ ، الوسائل ١٠ : ٢٢٩ أبواب العود إلى منى ب ١٥ ح ٣.