وأن يطوف على يساره. وأن يدخل الحجر في الطواف.
______________________________________________________
قوله : ( وأن يطوف على يساره ).
هذا الحكم مقطوع به في كلام الأصحاب ، وأسنده في التذكرة إلى علمائنا مؤذنا بدعوى الإجماع عليه (١) ، واستدل عليه بفعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقوله : « خذوا عني مناسككم » (٢).
ومعنى الطواف على اليسار : جعل البيت على يساره حال الطواف ، فلو استقبله بوجهه أو استدبره أو جعله على يمينه ولو في خطوة منه لم يجزئه ووجب عليه الإعادة ، ولا يقدح في جعله على اليسار الانحراف اليسير إلى جهة اليمين قطعا.
قوله : ( وأن يدخل الحجر في الطواف ).
هذا الحكم مجمع عليه بين الأصحاب أيضا ويدل عليه مضافا إلى التأسي روايات ، منها صحيحة الحلبي قال ، قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : رجل طاف بالبيت فاختصر شوطا واحدا في الحجر ، كيف يصنع؟ قال : « يعيد الطواف الواحد » (٣).
وصحيحة معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « من اختصر في الحجر الطواف فليعد طوافه من الحجر الأسود » (٤).
واعلم أن وجوب إدخال الحجر في الطواف لا يستلزم كونه من البيت ، بل الأصح أنه ليس منه ، كما يدل عليه صحيحة معاوية بن عمار ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الحجر ، أمن البيت هو أو فيه شيء من
__________________
(١) التذكرة ١ : ٣٦١.
(٢) غوالي اللآلي ١ : ٢١٥ ـ ٧٣ ، مسند أحمد ٣ : ٣٣٧ ، صحيح مسلم ٢ : ٩٤٣ ـ ٣١٠.
(٣) الفقيه ٢ : ٢٤٩ ـ ١١٩٧ ، التهذيب ٥ : ١٠٩ ـ ٣٥٣ وفيه : يعيد ذلك الشوط ، الوسائل ٩ : ٤٣١ أبواب الطواف ب ٣١ ح ١.
(٤) الكافي ٤ : ٤١٩ ـ ٢ ، الفقيه ٢ : ٢٤٩ ـ ١١٩٨ ، الوسائل ٩ : ٤٣٢ أبواب الطواف ب ٣١ ح ٣.