______________________________________________________
البيت؟ قال : « لا ولا قلامة ظفر ، ولكن إسماعيل دفن أمه فيه فكره أن يوطأ فحجّر عليه حجرا ، وفيه قبور أنبياء » (١). وذكر الشهيد في الدروس أن المشهور كونه من البيت (٢). ولم نقف في ذلك على رواية من طرق الأصحاب. نعم روى العامة أن عائشة قالت : نذرت أن أصلي ركعتين في البيت فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صل في الحجر ، فإن ستة أذرع منه من البيت » (٣) ، ولا اعتداد بهذه الرواية.
وذكر العلامة في التذكرة أن البيت كان لاصقا بالأرض وله بابان شرقي وغربي فهدمه السيل قبل مبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعشر سنين وأعادت قريش عمارته على الهيئة التي هو عليها اليوم ، وقصرت الأموال الطيبة والهدايا والنذور عن عمارته فتركوا من جانب الحجر بعض البيت وخلفوا الركنين الشاميين عن قواعد إبراهيم وضيقوا عرض الجدار من الركن الأسود إلى الشامي الذي يليه فبقي من الأساس شبه الدكان مرتفعا وهو الذي يسمى الشاذروان (٤). هذا كلامه ، ولم نقف على مستنده ، مع أنه مخالف للرواية المتقدمة المتضمنة لأنه ليس في الحجر شيء من البيت.
وهل يجب على من اختصر شوطا في الحجر إعادة ذلك الشوط وحده أو إعادة الطواف من رأس؟ الأصح الأول ، لما رواه الشيخ في الصحيح عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ، قلت : رجل طاف بالبيت فاختصر شوطا واحدا في الحجر ، قال : « يعيد ذلك الشوط » (٥) ونحوه روى أيضا في الصحيح عن الحسن بن عطية عن الصادق عليهالسلام (٦).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٢١٠ ـ ١٥ ، الوسائل ٩ : ٤٢٩ أبواب الطواف ب ٣٠ ح ١.
(٢) الدروس : ١١٣.
(٣) سنن الترمذي ٢ : ١٨١ ـ ٨٧٧ بتفاوت يسير.
(٤) التذكرة ١ : ٣٦١.
(٥) التهذيب ٥ : ١٠٩ ـ ٣٥٣ ، الوسائل ٩ : ٤٣١ أبواب الطواف ب ٣١ ح ١.
(٦) التهذيب ٥ : ١٠٩ ـ ٣٥٤ ، الوسائل ٩ : ٤٣٢ أبواب الطواف ب ٣٢ ح ١.