ولو هلك لم تجب إقامة بدله ، لأنه ليس بمضمون. ولو كان مضمونا كالكفارات وجبت إقامة بدله.
______________________________________________________
بدنة ، فأين أنحرها؟ قال : « بمكة » (١).
والحزورة كقسورة : هي التل ، وهي خارج المسجد بين الصفا والمروة ، وذكر الأصحاب أنها أفضل مواضع الذبح بمكة.
قوله : ( ولو هلك لم تجب إقامة بدله ، لأنه ليس بمضمون. ولو كان مضمونا كالكفارات وجبت إقامة بدله ).
المتبادر من العبارة عود الضمير المستكن في « كان » إلى هدي السياق ، فيستفاد منه أن هدي السياق لا يشترط فيه أن يكون متبرعا به ابتداء ، بل لو كان مستحقا كالنذر والكفارة تأدت به وظيفة السياق ، وعبارات الأصحاب كالصريحة في ذلك ، وكذا الأخبار الصحيحة.
واحتمل الشارح ـ قدسسره ـ أن يكون الضمير عائدا إلى مطلق الهدي ، وأن يكون إدخاله في باب هدي القران من باب الاستطراد ، كما أدخل قوله بعد ذلك : وكل هدي واجب كالكفارات لا يجوز أن يعطى الجزار منها شيئا ، فإن هذا الحكم لا يختص بالمسوق (٢). ولا ضرورة لارتكاب ذلك هنا بعد ثبوت تأدي وظيفة السياق بالواجب.
ويدل على الحكمين ، أعني وجوب إقامة بدل الهدي المضمون دون غيره روايات ، منها صحيحة محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهالسلام ، قال : سألته عن الهدي الذي يقلد أو يشعر ثم يعطب ، قال : « إن كان تطوعا فليس عليه غيره ، وإن كان جزاء أو نذرا فعليه بدله » (٣).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤٨٨ ـ ٥ ، التهذيب ٥ : ٢٠٢ ـ ٦٧٢ ، الوسائل ١٠ : ٩٢ أبواب الذبح ب ٤ ح ٣.
(٢) المسالك ١ : ١١٧.
(٣) التهذيب ٥ : ٢١٥ ـ ٧٢٤ ، الإستبصار ٢ : ٢٦٩ ـ ٩٥٥ ، الوسائل ١٠ : ١٢٣ أبواب الذبح ب ٢٥ ح ١.