يسأل أن يكون المحيا والممات عنده ، واختصّ الدنيا بالمستقر ، لقوله تعالى ( وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ) (١) والآخرة بالقرار ، لقوله تعالى ( وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ ) (٢) (٣).
وفيه : أنّ القبر لا يكون في الآخرة ، وإطلاق الآخرة على الممات خاصّة بعيد.
نعم في بعض روايات الحديث : « واجعل لي عند رسولك » (٤). إلى آخره ، بغير ذكر القبر.
ويمكن تنزيل التأويل حينئذ عليه بأن يكون السؤال بأن يكون مقامه في الدنيا والآخرة في جواره صلىاللهعليهوآله.
( وغير ذلك ) من قوله في السجدة : لا إله إلّا الله ربّي سجدت لك خاشعا خاضعا ذليلا ، وفي الجلسة : سبحان من لا تبيد معالمه ، سبحان من لا ينسى من ذكره ، سبحان من لا يخيب سائله ، سبحان من ليس له حاجب يخشى ولا بوّاب يرشى ولا ترجمان يناجي ، سبحان من اختار لنفسه أحسن الأسماء ، سبحان من فلق البحر لموسى ، سبحان من لا يزداد على كثرة العطاء إلّا كرما وجودا ، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره (٥).
( وإيقاعه أول الوقت ) ، لرواية عبد الله بن سنان : « السنّة أن ينادي مع طلوع الفجر » (٦) ، وليحصل بسببه المبادرة إلى الصلاة في أوّل الوقت. ( وتقديمه ) على الوقت جائز ( في الصبح خاصّة ) ، ليتأهّب الناس للصلاة ( ثمّ إعادته ) ، ليعلم به دخوله ، ولئلّا يتوهّم
__________________
(١) « البقرة » ٢ : ٣٦.
(٢) « غافر » ٤٠ : ٣٩.
(٣) « لم يرد في مصنّفات الشهيد المتوفرة لدينا ذلك النقل ، وقد نقل ذلك الشارح في « روض الجنان » ٢٤٥ من غير أن ينسبه للمصنّف ، والأردبيلي في « مجمع الفائدة والبرهان » ٢ : ١٧٩ نسبه إلى القيل.
(٤) نقل المحقّق الأردبيلي في « مجمع الفائدة والبرهان » ٢ : ١٧٩ عن بعض نسخ التهذيب أن كلمة « قبر » مضروب عليها ، قال : « وفي التهذيب مع أنّه منقول عن الكافي مضروب على « قبر » ، و « رسولك » بدل « نبيّك » ، و « صلىاللهعليهوآله » بعده » علما بأنّ كلمة « قبر » موجودة في الكافي والتهذيب ممّا يؤكد وجود اختلاف بين نسخة المحقّق الأردبيلي والكتابين المذكورين ، انظر : « الكافي » ٣ : ٣٠٨ ـ ٣٢ ، « تهذيب الأحكام » ٢ : ٦٤ ـ ٢٣٠.
(٥) « فلاح السائل » ١٥٢ وما بعدها.
(٦) « تهذيب الأحكام » ٢ : ٥٣ ـ ١٧٧.