خلقه ، وفنون إكرامه على خلقه لا يكاد ينحصر ولا يتناهي ، كما أنّ جلالته كذلك.
( وعند مسح بطنه ) بيده اليمني إذا قام من موضعه : ( الحمد لله الذي أماط )
أي أذهب ( عنّي الأذى وهنأني طعامي ) يقال : هنأني الطعام ـ بتخفيف النون مفتوحة ودفع الطعام ـ : إذا صار هنيئا ، وهنأني الله طعامي : إذا صيّره لي هنيئا ، والمراد هنا الثاني بقرينة ما قبله وبعده.
( وعافاني من البلوى ) هي بمعنى البلاء ، والجمع البلايا ( وعند الخروج : الحمد لله الذي عرّفني لذّته ) أي لذّة الطعام المذكور في الدعاء السابق ، المدلول عليه بالهاء ( وأبقى في جسدي قوّته وأخرج عنّي أذاه يا لها نعمة يا لها نعمة يا لها نعمة ) ، و « يا » ـ هنا ـ : حرف تعجّب ، مثلها : يا لك من قبّرة (١) ، وضمير لها عائد إلى النعم المذكورات سابقا ، أو إلى ما دلّ عليه المقام من النعم ، ونعمة منصوب على التمييز ( لا يقدر القادرون قدرها ) أي لا يقدرون على واجب شكرها لعظمها ، ولا يقدرون مبلغها ولا يحصون مقدار جلالتها ومبلغ نفعها ، قال الله تعالى ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (٢) ، أي ما عظّموه حقّ تعظيمه ، وعليه ينزّل الأوّل وتقول : قدرت الشيء أقدره قدرا من التقدير.
وفي الحديث : « إذا غمّ عليكم الهلال فاقدروا له » (٣) ، أي أتمّوا ثلاثين ، وعليه ينزّل الثاني.
( ويكره ) بالبناء للمجهول ـ أي يكره شرعا ( استقبال ) قرصي ( النيّرين ) : الشمس والقمر وإن كانا منكسفين ، ( و ) استقبال ( الريح بالبول ) أي بمحلّه ، وهو القبل ، والجارّ يتعلّق بالاستقبال ، فتخصّ الكراهة البول في الثلاثة.
ومستند الحكم قول الصادق عليهالسلام : « نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يستقبل الرجل الشمس أو القمر بفرجه ، وهو يبول » (٤).
__________________
(١) « الصحاح » ٢ : ٧٨٤ ، « حياة الحيوان » للدميري ٢ : ٣٠٨ ، « قبر ».
(٢) « الأنعام » ٦ : ٩١.
(٣) « مسند أحمد بن حنبل » ٢ : ٢٨٧.
(٤) « تهذيب الأحكام » ١ : ٣٤ ـ ٩١.