معه ثواب القراءة ، ولأنّ فيه إيتاء كلّ حرف حقّه من إعرابه أو حركته التي يستحقّها.
والإدغام يلبس على كثير من الناس وجه الإعراب ، ويوهم غير المقصود من المعنى في نحو قوله تعالى ( يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ) (١) ، ( الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) (٢).
وأكثر القرّاء تركوه ، وبعضهم ـ وهو أبو عبيد القاسم بن سلام ـ لم يذكره في مصنّفاته ، لكراهته له ، وقال في بعض كتبه : « القراءة عندنا هي الإظهار ، لكراهتنا الإدغام إذ كان تركه ممكنا ».
( وإسماع الإمام ) قراءته من خلفه ، لعموم قول الصادق عليهالسلام في رواية أبي بصير : « ينبغي للإمام أن يسمع من خلفه كلّ ما يقول » (٣) ( ما لم يعل ) ، للنهي (٤) عن العلوّ في القراءة.
وقد روي عن أبي عبد الله عليهالسلام في تفسير قوله تعالى ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) (٥) : أنّ الجهر رفع الصوت شديدا (٦). والمخافتة ما لم تسمع أذنيك.
ويقرأ قراءة وسطا ما بين ذلك.
( وتوسّط المنفرد ، وقراءة الإمام وناسي الحمد في ) الركعتين ( الأوليين في ) الركعتين ( الأخيرتين ) الحمد.
أمّا الأوّل فهو المشهور (٧) ، وفيه جمع بين أخبار دلّ بعضها على أفضليّة القراءة مطلقا ، كرواية محمّد بن حكيم ، عن الكاظم (٨) عليهالسلام. وبعضها على التسبيح مطلقا ،
__________________
(١) « لقمان » ٣١ : ١٢ ، « النمل » ٢٧ : ٤٠.
(٢) « الحشر » ٥٩ : ٢٤.
(٣) « تهذيب الأحكام » ٣ : ٤٩ ـ ١٧٠.
(٤) « الكافي » ٣ : ٣١٧ باب قراءة القرآن ، ح ٢٧.
(٥) « الإسراء » ١٧ : ١١٠.
(٦) « تفسير القميّ » ٢ : ٣٠.
(٧) « الاستبصار » ١ : ٣٢٢ ، « قواعد الأحكام » ١ : ٢٧٣ ، وقال في « جامع المقاصد » ٢ : ٢٥٨ : « ويلوح من عبارة ابن الجنيد مثل قول الاستبصار ».
(٨) « الاستبصار » ١ : ٣٢٢ ـ ١٢٠١.