وريحانها » (١). ومثله في التهذيب (٢) ، ومن لا يحضره الفقيه (٣) ، إلّا أنّ آخره فيهما : « واجعلني ممّن يشمّ ريحها وروحها وطيبها ».
والذي اختاره المصنّف هنا ما ذكره الشيخان في المقنعة (٤) والمصباح (٥) ، إلّا أنّهما قدّما ريحها على روحها.
وجملة ما ذكرناه من الروايات نقله المصنّف في الذكرى (٦) أيضا عن محالّها ، وليس في أحدها تقديم الروح كما اتّفق هنا ، لكنه أعلم بما قال ، والكلّ حسن.
ومحلّ الدعاء في هذين بعد الفعل ، لتعذّر النطق حالتهما غالبا.
وفي الرواية : « ثمّ تمضمض » وقال : « ثمّ استنشق » وقال. إلى آخره.
أمّا الدعاء عند الفعل الآتي والمسح فحالته أو بعده.
( وعند غسل الوجه : اللهمّ بيّض وجهي يوم تسودّ فيه الوجوه ) يمكن كون « الوجوه » مرفوعة على الفاعلية لـ « تسودّ » والدال مشدّدة بعد الواو المفتوحة وقبلها السين ساكنة ، وهو الأشهر رواية وضبطا.
ويمكن كونها مفتوحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه ، والتشديد على الواو مكسورة ( ولا تسودّ وجهي يوم تبيضّ فيه الوجوه ) والكلام فيه كالسابق.
( وعند غسل ) اليد ( اليمنى : اللهمّ أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بشمالي ) الباء في « بيميني » ظرفيّة ـ مثلها في قوله تعالى ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ ) (٧) ـ أي أعطيته في يميني.
ولا يجوز كونها للاستعانة كما في قولك : أعطيت بيدي ، لأنّ اليد هنا ليست آلة
__________________
(١) « الكافي » ٣ : ٧٠ باب النوادر ، ح ٦.
(٢) « تهذيب الأحكام » ١ : ٥٣ ـ ١٥٣.
(٣) « الفقيه » ١ : ٢٦ ـ ٨٤.
(٤) « المقنعة » ٤٣ ـ ٤٤.
(٥) « مصباح المتهجّد » ٧ ـ ٨.
(٦) « الذكرى » ٩٣.
(٧) « آل عمران » ٣ : ١٢٣.