للرواية عن الكاظم (١) عليهالسلام ( وجعل إصبعيه في أذنيه ، حذرا من الضرر ) كذا علّل في الرواية عن الصادق (٢) عليهالسلام.
وفي رواية أخرى عنه عليهالسلام : « إنّه من السنّة » (٣).
( وتقديم الأعلم ) من المؤذّنين ( بالمواقيت مع التشاحّ ) ، لأمن الغلط معه ، وتقليد أرباب الأعذار له ، فإن تساووا فيه فالأعدل فالأشدّ محافظة على الأذان في الوقت فالأندى صوتا فمن يرتضيه الجيران ، وكذا تقديم المبصر على المكفوف.
ولو تعارضت الصفات قدّم الأجمع لها.
( والقرعة مع التساوي ) لأنّها لكلّ أمر مجهول ، وإنّما يتحقّق التشاحّ للارتزاق من بيت المال حيث لا يحتاج إلى التعدّد وإلّا أذّن الجميع.
( و ) يستحبّ حينئذ ( تتابع المؤذّنين ) بحيث يبتدئ كلّ واحد منهم بعد فراغ الآخر إلى أن يتمّوا ولا يعدّ ذلك أذانا ثانيا ، لأنّ المقصود من المجموع أذان واحد يتعدّد فاعله ، وإنّما يتحقّق الثاني بتكراره من الواحد أو من غيره بحيث يعدّ موظّفا ( إلّا مع الضيق ) حقيقة أو حكما باجتماع الإمام والمأمومين فيؤذّنوا دفعة.
( وإظهار هاء الله و ) هاء ( إله و ) هاء ( أشهد و ) هاء ( الصلاة وحاء الفلاح ) ، لما تقدّم (٤) من الرواية أنّه بإفصاح الهاء ، ولأنّهما حرفان مهموسان رخوان ، فإذا وقعا بعد السكون زادا ضعفا ، فاحتيج إلى التنبيه عليهما. وقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « لا يؤذّن لكم من يدغم الهاء » (٥).
( وحكاية السامع ) لفصول الأذان ، بأن يتلفّظ بكلّ فصل سمعه عند تلفّظ المؤذّن به أو بعد فراغه منه بلا فصل ، لقوله صلىاللهعليهوآله : « إذا سمعتم النداء فقولوا
__________________
(١) « تهذيب الأحكام » ٢ : ٥٦ ـ ١٩٥.
(٢) لم نعثر على رواية ذكرت هذا التعليل ، والروايات المذكورة فيما لدينا من المصادر نصّت على جعل الإصبعين في الأذنين معلّلة إيّاه : « إنه من السنة » وسنشير إلى تلك الروايات في التعليقة اللاحقة.
(٣) « الفقيه » ١ : ١٨٤ ـ ٨٧٣ ، « تهذيب الأحكام » ٢ : ٢٨٤ ـ ١١٣٥.
(٤) تقدّم في الصفحة : ١٤٣ ، الهامش ( ١.
(٥) « الموضوعات » ٢ : ٨٧ باب النهي عن أذان من يدغم الهاء.