( وتغييرها ) بعد خرابها وقبله ، للزوم الوقف على التأبيد ، وللآية (١) ( وليقل عند الدخول ) إليها : ( بسم الله وبالله السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وافتح لنا باب رحمتك واجعلنا من عمّار مساجدك جلّ ثناء وجهك ، وعند الخروج : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وافتح لنا باب فضلك. وإذا دخل ) إلى المسجد ( فلا يجلس حتّى يصلّي التحية ولو في الأوقات الخمسة ) التي يكره فيها ابتداء النافلة ، لأنّ التحيّة من ذوات الأسباب فلا تكره ، وتتأدّى التحية بفرض ونفل ، وتتكرّر بتكرّر الدخول ولو عن قرب. فهذه خصوصيّات الفرائض.
[ خصائص النوافل ]
( وأمّا النوافل فلا حصر لخصائصها ) ، لكثرة ما ورد منها في مختلف الأوقات ، ( وفي كتب العبادات منها قدر صالح وخصوصا المصباحين ) للشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدّس الله روحه ، ( وتتمات ابن طاوس رحمهالله ) لمصباح المتهجّد المجتمعة في نحو عشر مجلّدات كبار ، المشتملة على فوائد غزيرة وأسرار. ( ولنذكر ) هنا ( المهمّ ) من خصائص النوافل المشهورة :
( فللرواتب ) من الخصائص ( إيقاع الظهرية ) منها الثماني ( عند الزوال ) أي بعده بلا فصل ( قبل الفرض إلى زيادة الفيء ) الحادث بعده مقدار ( قدمين ) أي سبعي الشخص ذي الظلّ ، ( وتسمّى ) نافلة الظهر : ( صلاة الأوّابين ) واحدة أوّاب ، أي راجع إلى الله تعالى ، من آب يؤوب إذا رجع. ويطلق أيضا على التائب ، والأوّل أوفق هنا.
( والعصرية قبلها ) أي قبل العصر ( إلى ) مقدار ( أربع إقدام ) هذا هو المشهور (٢) ، وذهب المصنّف في مختصريه (٣) إلى امتداد وقتها بامتداد وقت الاختيار للفرضين ، وهو
__________________
(١) « البقرة » ٢ : ١١٤ ، « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها ».
(٢) « النهاية » ٦٠ ، « شرائع الإسلام » ١ : ٧٣ ، « نهاية الأحكام » ١ : ٣١٢.
(٣) « الدروس » ١ : ١٤٠ ، « البيان » ١٠٩ ، ونسبه المصنّف فيهما إلى القيل ، واستحسنه في « البيان » وقرّبه في « الدروس ».