أفضليّة الصلاة خلف العالم.
فإن تساووا في جميع ذلك ( فالأشرف ) نسبا كالهاشمي بالنسبة إلى غيره.
ويمكن شمول العبارة لتقديم الأشرف أبا من بني هاشم على قبيلة كالعلوي على العباسي والحسني على الحنفي وهكذا ، وقد جعله في الذكرى (١) احتمالا.
فإن تساووا في جميع ذلك ( فالأقدم هجرة ) من دار الحرب إلى دار الإسلام ، هذا هو الأصل في الهجرة.
وربّما جعلت في زماننا سكنى الأمصار ، لأنّ ساكنيها أقرب إلى تحصيل شرائط الإمامة ومكارم الأخلاق والكمالات من أهل القرى والبوادي.
وقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « أنّ الجفاء والقسوة في الفدادين » (٢).
قيل (٣) : هم أهل القرى والبوادي إمّا بتشديد الدال الأولى أو تخفيفها على حذف المضاف ، أي أصحاب الفدادين ، وقيل (٤) : هي في زماننا : التقدّم في التعلّم قبل الآخر.
فإن تساووا في جميع ذلك ( فالأسنّ ) في الإسلام وإن كان أصغر سنّا من الآخر ، فإن تساووا فيه ( فالأصبح وجها أو ذكرا ) ، لدلالته على مزيد عناية الله تعالى به ، وكونه دليلا على الصلاح كما ورد في الخبر (٥).
فإن تساووا في جميع ذلك ( فالقرعة ) ، لأنّها لكلّ أمر مشكل ، وهذا منه.
وما اختاره المصنّف من الترتيب هو أجود الأقوال في المسألة.
( وينبغي ) في الإمام ( السلامة من العمى وخصوصا ) إذا صلّى ( في الصحراء ) ، لقول
__________________
(١) « الذكرى » ٢٧٣.
(٢) « صحيح البخاري » ٤ : ٢١٧ ، ورد فيه ضمنا.
(٣) « الصحاح » ٢ : ٥١٨ ، « معجم مقاييس اللغة » ٤ : ٤٣٨ ، « فدد ».
(٤) نسبه في « الذكرى » ٢٧٣ إلى نجم الدين بن يحيى.
(٥) « الفقيه » ١ : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ وفيه : « قال أبي في رسالته إليّ ». إلى آخره ، « فقه الرضا » ١٤٣ ، وذكره السيد المرتضى بلفظ « روي » في « جمل العلم والعمل » ضمن « رسائل الشريف المرتضى » ٣ : ٤٠ ، ونقله في « المعتبر » ٢ : ٤٤٠ عن مصباح السيد المرتضى.