بني إسرائيل » (١) ، فإنّ العلماء لا يشبهون الأنبياء إلّا على الوجه الذي ذكرناه ، وقوله صلىاللهعليهوآله : « العلماء ورثة الأنبياء » (٢) ، فإنّ الأنبياء لم يورّثوا مجرّد الرسم ، وغير من ذكر من العلماء لا تعلّق لهم بوراثة الأنبياء ، بل هم إلى خلافة أضدادهم أشبه وإليهم أميل.
وأوضح دلالة في ذلك قوله تعالى ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) (٣) حصر الخشية فيهم على وجه العموم ، وهو يدلّ على أنّ العلم الذي لا يوجب القرب إلى الله تعالى والخشية منه لا يكون علما على الحقيقة ، وظاهر أنّ مطلق العلم لا يوجب ذلك ، إنّما يوجبه ما ذكرناه ، بل القسم الأخير منه ، وأمّا ما قبله فهو من شرائطه ومقدّماته.
والمراد بالقرشي المنسوب إلى النضر بن كنانة بن خزيمة جدّ النبي صلىاللهعليهوآله ، والسادة الأشراف أجلّ هذه الطائفة ، والعربي المنسوب إلى العرب يقابل العجمي ، المنسوب إلى غير العرب مطلقا ، والمولى يطلق على معان كثيرة ، والمراد منها هنا : غير العربي بقرينة ما قبله.
وكثيرا ما يطلق المولى على غير العربي وإن كان حرّ الأصل ويقال : فلان عربي وفلان من الموالي.
وعليه حمل أيضا قول الشاطبي (٤) في وصفه أئمّة القراءة : إنّ أبا عمرو ابن عامر عربيّان وباقيهم موالي.
وما أحسن ما جمع المصنّف في هذه الأحاديث من الترهيب من تركها أوّلا ثمّ الترغيب فيها ثانيا كما هو اللائق بالمقام.
( ويعتبر إيمان الإمام ) والمراد به هنا : الإيمان الخاصّ ، وهو كونه ـ مع إسلامه وإيمانه
__________________
(١) « عوالي اللآلي » ٤ : ٧٧ ـ ٦٧.
(٢) « الكافي » ١ : ٣٢ باب صفة العلم وفضله ، ح ٢.
(٣) « فاطر » ٣٥ : ٢٨.
(٤) في قصيدته اللاميّة في « حرز الأماني ووجه التهاني » ١٩ ، قال :
أبو عمرهم واليحصبيّ ابن عامر |
|
صريح وباقيهم أحاط به الولاء |