في تجويده من غير معرفة. ( و ) التحرّز من تشديد ( التاء في نستعين ) أي التشديد الذي هو بدل حرف داخل في الحرف المشدّد لا التشديد الوصفي ، فإنّ التاء حرف شديد قد حرص علماء التجويد على التحفّظ بتشديده ، لئلّا يصير رخوا كما ينطق به كثير ، حتّى أدخلها لذلك سيبويه (١) في حروف القلقلة.
( وتصفية الصاد في الصراط لمختاره ) أي لمختار الصاد ، فإن اختار السين فليحافظ على تسفّله وانفتاحه ، لئلّا يلتبس بالصاد ، فإنّه يشاركه مخرجا ورخاوة وصفيرا ، وعلى همسه ، لئلّا يلتبس بالزاي المشاركة له في جميع ما ذكر. وإن اختار إشمام الصاد زايا فيخلصها من تمحّضها حقيقة وصفة.
( وتمكين حروف المدّ واللين ) ، وهي الألف ، والواو والياء الساكنتان بعد تحريك مجانس لهما كياء العالمين والرحيم والدين ونستعين ، ونظائرها ، فإن كان مخالفا فهما حرفا لين فقط.
وعلى التقديرين فليحافظ على تمكينها ، لأنها حروف جوفية خفيّة تضمحلّ عند التقصير في تحقيقها ، ومن ثمّ وجب مدّها عند الهمز أو يرجّح ، محافظة على بيانها ( بغير إفراط ) كغيرها ، فإنّ الحرف كالميزان لا يطغى فيه ولا يخسر.
( وفتحه طاء صراط الذين بلا إفراط ) وكذا المعرفة قبلها ( وكذا فتحه نون الذين واجتناب تشديد تاء أنعمت وضاد المغضوب ) تشديدا لا يبلغ حدّه ليدخل الحكم في السنن ، وإنّما خصّهما ، لأنّها مظنّة ذلك عند غفلة المجود لهما.
( و ) اجتناب ( تفخيم الألف ) في جميع محالّ القراءة.
هذا هو المشهور (٢) بين أئمّة القراءة ، وكأنّهم أرادوا التحذير ممّا يفعله بعض الأعاجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيّروها كالواو ، وإلّا فالتحقيق الذي اختاره فضلاؤهم ونقّحه محقّقوهم كابن الجزري (٣) وغيره أنّها لا توصف بترقيق ولا تفخيم ،
__________________
(١) انظر « كتاب سيبويه » ٢ : ٣٤١ ، ٥٠٥.
(٢) « النشر في القراءات العشر » ١ : ٢١٥.
(٣) « النشر في القراءات العشر » ١ : ٢٠٣ ، ٢١٥.