ثمّ إن كان الدعاء غير منصوص اللفظ فليعمّ ضمائره ناويا نفسه والمأمومين ، وإن كان منصوصا وضميره مطابق فكذلك وإلّا أتى به ونوى أنّه معبّر بذلك عن كلّ واحد منهم ، جمعا بين وظيفتي التعميم المتحقّق بالنيّة ومراعاة المنصوص.
( والتخفيف بتثليث التسبيح في الركوع والسجود بغير دعاء ) فيهما والاقتصار على أقصر السور الموظّفة لتلك الصلاة ( وخصوصا إذا استشعر ضرورة مؤتمّ بمرض أو حاجة ).
روى إسحاق بن عمّار عن الصادق عليهالسلام قال : « ينبغي للإمام أن تكون صلاته على أضعف من خلفه » (١).
ولو أحسّ بشغل لبعض المأمومين استحبّ له التخفيف أزيد من ذلك ، روى ابن سنان عن الصادق عليهالسلام قال : « صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الظهر والعصر فخفّف الصلاة في الركعتين فلمّا انصرف قالوا : خفّف في الركعتين الأخيرتين فقال لهم : ما سمعتم صراخ الصبي؟ » (٢).
( وتسديس التسبيح إذا أحسّ بداخل ) في الصلاة أو إلى المسجد ليصلّي ، ليفوز بالركعة ، وهو المعبّر عنه بالانتظار بمقدار ركوعين ( ولا يطوّل انتظارا لمن سيجيء ) بل يقتصر على من جاء ، لما فيه من الإضرار بالباقين.
( ولا يفرّق بين الداخلين ) بأن يفرّق بين من له قدر وبين غيره في الانتظار ، لاستواء الجميع في المعونة على الفضيلة. أو لا يفرّق بينهم في مقدار الانتظار المتقدّم ، بل ينتظر ذلك المقدار لمجموع الداخلين ولا يزيد عنه لو أحسّ بداخل آخر ، لرواية جابر الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام : « انتظر مثل ركوعك ، فإن انقطعوا والّا فارفع رأسك » (٣).
ولو أحسّ بالداخل بعد رفع رأسه من الركوع فلا انتظار ، لفوات الغرض ، وإدراك الجماعة يحصل بدونه. نعم لو كان في التشهّد الأخير استحبّ تطويله للداخل إن توقّف
__________________
(١) « الفقيه » ١ : ٢٥٥ ـ ١١٥٢.
(٢) « تهذيب الأحكام » ٣ : ٢٧٤ ـ ٧٩٦.
(٣) « تهذيب الأحكام » ٣ : ٤٨ ـ ١٦٧ ، وفيه : « مثلي » بدل « مثل ».