واللثغة ونحوهما ، بحيث تبيّن حروفه بيانا كاملا ، لا المعنى الاصطلاحي (١) ، لأنّ الملكة التي يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح لا دخل لها في ألفاظ الأذان المتلقّاة من غير زيادة ولا نقصان.
( ونداوة صوته ) أي ارتفاعه ، ليعمّ النفع به ، ولقول النبي صلىاللهعليهوآله لعبد الله بن زيد : « ادع بلالا ، فإنّه أندى منك صوتا » (٢) كذا احتجّ المصنّف (٣) ، وفيه نظر ( وطيبه ) لتقبل القلوب على سماعه.
( ومبصريّته ) لمكان المعرفة بالأوقات ( إلّا بمسدّد ) فلا يضرّ العمى ، تأسّيا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله في جعل ابن أمّ مكتوم مؤذّنا وكان أعمى ، ( وبصيرته ) بالأوقات ، ليأمن الغلط ويقلّده ذوو الأعذار.
( وطهارته ) من الحدث ، لقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : « حقّ وسنّة ألّا يؤذّن أحد إلّا وهو طاهر » (٤) وغيره.
( وتتأكّد الإقامة ) ، لأنّها ألصق بالصلاة كما مرّ (٥) ، ولقول الصادق عليهالسلام في صحيح عبد الله بن سنان : « لا بأس أن يؤذّن وهو جنب ، ولا يقيم حتّى يغتسل » (٦).
( ولزوم سمت القبلة ) في جميع أذكارهما خصوصا الإقامة ، بل أوجبه فيها المرتضى (٧) كما أوجب الطهارة.
ويكره الالتفات يمينا وشمالا بالحيعلتين ولو في المنارة ، لمنافاته الاستقبال ، وعدم ثبوت شرعيّته ، فيكون فعله معتقدا رجحانه بدعة ( وقيامه ) فيهما ( وفيها أتمّ ) استحبابا ،
__________________
(١) انظر : « معجم المصطلحات العربية في اللغة والآداب » ٢٧٣.
(٢) « نصب الراية » ١ : ٢٥٩ ، بتفاوت يسير.
(٣) « الذكرى » ١٧٢.
(٤) « سنن البيهقي » ١ : ٣٩٢ ، ٣٩٧.
(٥) مرّ في الصفحة : ١٤٩ ، الهامش (٢).
(٦) « الفقيه » ١ : ١٨٨ ـ ٨٩٦ ، وفيه : « كان عليّ عليهالسلام يقول. » ، وهو الموافق لما في « روض الجنان » ٢٤٤ ، لكن في « تهذيب الأحكام » ٢ : ٥٣ ـ ١٨١ وردت عين هذه الرواية عن إسحاق بن عمّار لا عن عبد الله بن سنان.
(٧) « جعل العلم والعمل » ضمن « رسائل الشريف المرتضى » ٣ : ٣٠.